والحِصْنُ : أَحدٌ وعِشْرونَ مَوْضِعاً ما بينَ بَرِّيِّ وبَحْريِّ منها : ثنيةٌ بمكَّةَ بَيْنَها وبينَ دَارِ يَزِيد بن مَنْصورٍ فَضاءٌ يقالُ له المُفْجَرُ ؛ قالَهُ نَصْر.
* قُلْت : وحِصْنُ المَهْدي بالعِرَاقِ (١) ، وحِصْنُ مَنْصورٍ بالشَّامِ (٢) ، وحِصْنُ مَسْلَمَةَ بالجَزِيرَةِ ، وحِصْنُ كيفا بها أَيْضاً والنِّسْبَةُ إِلى هذا حِصْنيٌّ وحِصْفكيٌّ.
والحِصْنُ : قَرْيَةٌ بمِصْرَ ، حَرَسَها اللهُ تعالَى ، مِن حَوْفِ رَمْسِيْس.
وبَنُو حِصْنٍ : حَيٌّ مِن بَني فَزارَةَ ، وهو بَنُو حِصْن بنِ حُذَيْفَةَ ، ومنه قَوْل زُهَيْرٍ :
وما أَدْرِي وسَوْفَ إِخالُ أَدْرِي |
|
أَقومٌ آلُ حِصْنٍ أَم نِساءُ (٣) |
ودِرْعٌ حَصِينٌ وحَصِينَةٌ : مُحْكَمَةٌ ؛ قالَ ابنُ أَحْمَر :
همُ كانوا اليَدَ اليُمْنى وكانوا |
|
قِوامَ الدَّهْرِ والدِّرْعَ الحَصِينا (٤) |
وقالَ الأَعْشَى :
وكلُّ دِلاصٍ كالأَضاةِ حَصِينةٍ |
|
ترى فَضْلَها عن رَبِّها يَتَذَبْذَبُ (٥) |
وقالَ الرَّاغِبُ : دِرْعٌ حَصِينَةٌ لكَوْنِها حِصْناً للبَدَنِ.
وقالَ شَمِرٌ : الحَصِينَةُ مِن الدّروعِ الأَمِينَةُ المُتَدانِيَةُ الحِلَقِ التي لا يَحِيكُ فيها السِّلاح.
وقوْلُه تعالَى : (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ) (٦).
قالَ الفرَّاءُ : قُرِئَ لنحْصِنَكم بالنُّونِ والتاءِ والياءِ ، فمن قَرَأَ بالياءِ فالتَّذْكِير لِلَّبُوسِ ، ومَنْ قَرَأَ بالتاءِ ذَهَبَ إِلى الصَّنْعَةِ ، وإِنْ شِئْتَ جَعَلْته للدِّرْعِ لأَنَّها هي اللَّبُوسُ وهي مؤَنَّثَةٌ ، أَي ليَمْنَعَكم ويَحْذِرَكم ، ومَنْ قَرَأَ بالنُّونِ فالفِعْل للهِ ، عزَّ وجَلَّ.
وامْرَأَةٌ حَصانٌ ، كسَحابٍ : عَفيفَةٌ عن الرِّيبَةِ ؛ عن شَمِرٍ ؛ قالَ حَسَّان يَمْدَحُ عائِشَةَ ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنها :
حَصَانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبةٍ |
|
وتُصْبِحُ غَرْثَى من لُحومِ الغَوافِلِ (٧) |
أَو امْرأَةٌ حَصانٌ : مُتَزَوِّجَةٌ ، ج حُصُنٌ ، بضَمَّتَيْنِ ، وحَصاناتٌ ، وقد حَصُنَتْ ، ككَرُمَتْ ، حَصانَةً وحِصْناً ، مُثَلَّثَةٌ ، اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الضمِّ ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي :
الحُصْنُ أَدْنى لو تآيَيْتِهِ |
|
مِنْ حَثْيِكِ التُّرْبَ على الرَّاكِبِ (٨) |
وأَنْشَدَ يونس :
زَوْجٌ حَصان حُصْنُها لم يُعْقَم (٩)
قالَ : حُصْنُها تَحْصِينُها نَفْسَها.
وتَحَصَّنَتْ تحصُّناً ، وفي الصِّحاحِ : حصنت ، فهي حاصِنٌ.
* قُلْت : ومثْلُه : حمض فهو حامض ، ونَقَلَه شَمِرٌ أَيْضاً.
وحاصِنَةٌ وحَصْناءُ ، وهذه عن الجَوْهرِيُّ أَيْضاً : ج حواصِنُ وحاصِناتٌ ؛ وأَنْشَدَ شَمِرٌ :
وحاصِن منْ حاصِنات مُلْسِ |
|
مِنَ الأَذَى ومن قِرافِ الوَقْسِ (١٠) |
وأَحْصَنَها البَعْلُ وحَصَّنَها وأَحْصَنَتْ هي بنفْسِها ، وفي التَّنْزيلِ : (الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) (١١) ، فهي مُحْصِنَةٌ ومُحْصَينَةٌ ، بكسْرِ الصَّادِ وفتْحِها : عَفَّتْ أَو تَزَوَّجَتْ.
__________________
(١) في معجم البلدان : بلد من نواحي خوزستان.
(٢) في معجم البلدان : من أعمال ديار مُضَر ... قرب سُمَيْساط.
(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٢ واللسان والصحاح.
(٤) اللسان وفيه : قوام الظهر.
(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٢ واللسان والتهذيب.
(٦) الأنبياء ، الآية ٨٠.
(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٨٨ واللسان والمقاييس ٢ / ٦٩.
(٨) اللسان.
(٩) اللسان والتهذيب.
(١٠) للعجاج ، ملحقات ديوانه ، واللسان والتهذيب.
(١١) الأنبياء ، الآية ٩١ ، والتحريم ، الآية ١٢.