مالِكٍ الطَّائيُّ الأستاذُ المُتقدِّمُ ، كان مالِكِيَّ المَذْهبِ فلمَّا قَدِمَ الشامَ انْتَقَلَ إلى مَذْهبِ الإمامِ الشافِعِيّ ، وُلِدَ سَنَة ٦٠٠ ، وتُوفي سَنَة ٦٧٢.
وأَبو حَيَّانَ أَثيرُ الدِّيْن محمدُ بنُ يوسُفَ بنِ عليِّ بنِ يوسُفَ بنِ حَيَّان الجَيَّانيُّ الأَصْلِ الغرْناطِيُّ المَوْلدِ والمَنْشأِ المِصْرِيُّ الدَّارِ والوَفاةِ شيخُ النُّحاةِ ، وُلِدَ بطنتارس مِن أَعْمالِ غَرْناطَةَ في سَنَة ٦٥٤ ، وجَالَ في الغَرْبِ ، ثم قَدِمَ مِصْرَ وسَمِعَ بها وبالحَرَمَيْن ، ولازَمَ الحافِظَ الدِّمْياطيّ وبه تَخَرَّجَ ، تُوفي سَنَة ٧٤٥ ودُفِنَ بمقَابِر الصُّوفيَّةِ ، إمامَا العَرَبِيَّةِ والمُتَّفَقُ على تَقدّمِهما فيها.
قالَ الذهبيُّ : وقد يُنْسَبُ الثَّاني إلى جَدِّ أَبيه حَيَّانَ بالمهْملَةِ.
* قُلْت : وممَّنْ نُسِبَ إلى جَيَّانَ مِن المُتقدِّمِيْن : طَوْقُ ابنُ عَمْرِو بنِ شبيبٍ التَّغْلبيُّ مِن أَهْلِ الحفْظِ والوَرَعِ والرَّأْيِ ، ورَحَلَ إلى المَشْرِقِ فسَمِعَ يَحْيَى بنِ عُميرٍ بالقَيْروان ، وتُوفي سَنَة ٢٨٥ ، ذَكَرَه ابنُ الفرضِيّ.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ : منها : أَبو الحجَّاجِ يوسفُ بنُ محمدِ ابنِ قار (١) وسَمِعَ الكَثِير وسافَرَ إلى خراسان ، وسَكَنَ بَلْخَ ، وبها تُوفي (٢) سَنَة ٥٣٥.
وجَيَّانُ أَيْضاً : ة بأَصْفَهانَ ، وفي الأَنْسابِ للسّمعانيّ : قَرْيَةٌ بالرَّيِّ ؛ منها أبو الهَيْثمِ طَلْحَةُ بنُ الأَعْلَمِ الحَنَفِيُّ الجَيَّانيُّ عن الشَّعْبيّ ، وعنه الثَّوْرِيّ ، كان يَسْكنُ جَيَّان مِن قُرَى الرَّيِّ ، وموسى بنُ محمدِ بنِ جَيَّانَ ؛ وأَبو بَكْرٍ محمدُ بنُ خَلَفِ بنِ جَيَّانَ عن قاسِمِ المُطَرَّزِ ؛ مُحَدِّثانِ.
* وفاتَهُ :
يَحْيَى بنُ محمدِ بنِ جَيَّان الموصليُّ ماتَ سَنَة ٤٧٣ ، ذَكَرَه شجاعٌ الذُّهليُّ ؛ ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ جَيَّانَ الأَنْصارِيُّ عن سُلَيْمان الشاذكولي قيَّدَه ابنُ الأَنْماطيّ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه : جِينِين ، كسيفين : قَرْيَةٌ بالشامِ منها : شيخُ شيوخِ مشايخِنا إبْراهيمُ بنُ سُلَيْمان بنِ محمدِ بنِ عبْدِ العَزيزِ الجينينيُّ الحَنَفيُّ ، نَزِيلُ دِمَشْقَ ، أَخَذَ عن خيرِ الدِّيْنِ الرّمليِّ وغيرِهِ.
فصل الحاء المهْمَلَةِ مع النون
[حبن] : الحَبَنُ ، محرَّكةً : داءٌ في البَطْنِ يَعظُمُ منه ويَرِمُ : وقد حُبِنَ الرَّجُلُ ، كعُنِيَ وفَرِحَ ؛ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الثانِيَةِ ، حَبْناً ، بالفتْحِ ويُحَرَّكُ ؛ وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ مرتَّبٌ ؛ وهو أَحْبَنُ ، وهي حَبْناءُ.
وفي الصِّحاحِ : الأَحْبَنُ الذي به السَّقْيُ.
وفي الحدِيْثِ : «أَنَّ رَجُلاً أَحْبَنَ أَصابَ امْرأَةً فَجُلِدَ بأُثْكُولِ النَّخْلِ».
الأَحْبَنُ : المُسْتَسْقي ، والجَمْعُ حُبْنٌ ، بالضمِّ ؛ ومنه حدِيْثُ عرْوَةَ : «أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ النارِ يَرْجِعونَ زُبَّا حُبْناً».
والحِبْنُ ، بالكسْرِ : القِرْدُ ، عن كُراعٍ.
وأَيْضاً : خُراجٌ كالدُّمَّلِ.
وأَيْضاً : ما يَعْتَرِي في الجَسَدِ فيَقيحُ ويَرِمُ.
وفي الصِّحاحِ : الحِبْنُ : الدُّمَّلُ ، كالحِبْنَةِ فيهما.
وقيلَ : سُمِّي الدُّمَّل حِبْناً على التَّفاؤُلِ كما سُمِّي السِّحْر طَبًّا ؛ ج حُبونٌ ؛ ومنه حدِيْثُ ابنِ عبَّاسِ ، رضِيَ اللهُ عنهما : أَنَّه رَخَّصَ في دمِ الحُبونِ ؛ أي أنَّه معفُوٌّ عنه ، إذا كانَ في الثَّوْبِ حالَ الصَّلاةِ.
والحَبْنُ ، بالفتحِ : شجرُ الدِّفْلَى ، كالحَبِينِ ، كأَميرٍ.
ومِن المجازِ ، حَبِنَ عليه ، كفَرِحَ ، حَبَناً : امْتَلَأَ جَوْفُه غَضَباً.
والحَبْناءُ ، مِن النِّساءِ : الضَّخمةُ البطنِ ، على التَّشْبيهِ.
والحَبْناءُ : أُمُّ المغيرةِ ويَزيدَ وصَخْرٍ الشُّعَراءِ وأَبوهُم عَمْرُو بنُ رَبيعَةَ.
* قُلْت : الذي في كتابِ الأَغاني في أخْبارِ المُغيرَةِ :
__________________
(١) في اللباب ومعجم البلدان : «فارو».
(٢) في اللباب ومعجم البلدان سنة ٥٤٥.