الجنْسِ لا تَعْريفُ العَهْدِ ، أَو نَكِرَةً مَنْصوبةٌ.
وِيقالُ : إنْ فَعَلْتَ ذاك فبها وِنِعْمَتْ بتاءٍ ساكنةٍ وَقْفاً ووَصْلاً لأَنَّها تاءٌ تأَنِيثٍ ، أَي وِنِعْمَتِ الخَصْلَةُ أَو الفَعْلَةُ ؛ والتاءُ ثابتةٌ في الوَقْفِ ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لذي الرُّمَّة :
أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة |
|
دَعائمَ الزَّوْرِ نِعْمَت زَوْرَقُ البَلدِ (١) |
وفي الحَدِيْث : «مَنْ توضَّأَ يومَ الجمعةِ فبها وِنِعْمَت ، ومَنِ اغْتَسَل فالغُسْل أَفْضَل».
قالَ ابنُ الأَثيرِ : أَي وِنِعْمَت الخَصْلةُ أَو الفَعْلةُ هي ، فحذفَ المَخْصوص بالمدْحِ ، والباءُ في فبها مُتعَلِّقةٌ بفِعْلٍ مُضْمرٍ ، أَي فبهذه الخَصْلةِ أَو الفَعْلةِ ، يَعْنِي الوَضوءَ ، يُنالُ الفَضْلُ ، وقيلَ : هو راجعٌ إلى السُّنَّة أي فبالسُّنَّةِ أَخَذ فأَضْمَر ذلك.
وِتَدْخُلُ عليه ما فَيُكْتَفَى بها مع نِعْم عن صِلَتِه تقولُ : دَقَقْتُه دَقَاً نِعِماً (٢) ، بكسْرِ النّونِ والعَيْنِ ، ومِثْلُه في النُّعوتِ خبق ودفق. وقد تُفْتَحُ العَيْنُ ، أَي مع كسْرِ النّونِ هكذا قيَّدَه أَبو بكْرِ بنُ إبْراهيم ونَقَلَه الأَزْهرِيُّ عن أَبي الهَيْثمِ قالَ : ومِثْلُه في النُّعوتِ : فَرَسٌ ، هِضَبٌّ ، أَي كَثيرُ الجَرْي ، ورجعٌ هِضَمٌّ ، وبَعيرٌ خِدَبٌّ للعَظيمِ وهِزَبّ وهِجَفّ للظَّلِيم : أَي نِعْمَ ما دَقَقْتُه.
قَرأَ أَبو جَعْفرٍ وشيبةُ وعاصمٌ وأَبو عَمر (٣) : فنِعْمّا هي ، بكسْرِ النّونِ وجَزْم العَيْن وتَشْديدِ المِيْم ؛ وقَرَأَ حَمْزةُ والكِسائيُّ بفتْحِ النّونِ وكَسْرِ العَيْن.
وذَكَرَ أَبو عُبَيدَةَ حدِيْثَ النبيِّ صلىاللهعليهوسلم ، حينَ قالَ لعَمْرو بنِ العاصِ : «نِعْمّا بالمالِ الصالِحِ للرَّجلِ الصالِحِ» ، وأَنَّه يَخْتارُ هذه القِراءَةَ لأَجْلِ هذه الرِّوايَةِ.
قالَ ابنُ الأَثِيرِ : وأَصْلُه نِعْمَ ما فأَدْغَم وشدَّدَ ، وما غيرُ مَوْصوفَةٍ ولا مَوْصولةٍ كأَنَّه قالَ : نِعْمَ شيئاً المالُ ، والباءُ زائِدَةٌ. وقالَ الجَوْهرِيُّ : وإِنْ أَدْخَلْت على نِعْم ما قلْتَ : نِعْمَّا يَعِظكُم به ، تَجْمَع بينَ السَّاكِنَيْن ، وإنْ شِئْتَ حَرَّكْت العَيْن بالكسْرِ ، وإن شِئْتَ فَتَحْت النُّونَ مع كسْرِ العَيْن ، انتَهَى.
وقالَ الأَزْهرِيُّ : وليسَ في الكَلامِ نَعْتٌ على فَعِل بفتْحِ الفاءِ أَي مع كسْرِ العَيْنِ.
وقالَ الزجَّاجُ : النَّحويونَ لا يُجِيزُونَ مع إِدْغامِ المِيمِ تَسْكينَ العَيْن ويقُولونَ إنَّ هذه الرِّوايَةَ في نِعْمَّا ليْسَتْ بمَضْبوطة.
ورُوِي عن عاصِمٍ أَنَّه قَرَأَ فَنِعِمّا بكسْرِ النّونِ والعَيْن.
وأَمَّا أَبو عَمْرو فكانَ مَذْهَبُه في هذا كسْرةٌ خَفِيفةٌ مُخْتَلَسة ، والأَصْل في نِعْمَ نَعِمَ وِنِعِمَ ثَلاث لُغاتٍ ، وما في تأْويلِ الشيءِ في نِعِمَّا ، المعنى نِعْمَ الشيءُ.
قالَ الأَزْهرِيُّ : إذا قلْتَ نِعْمَ ما فَعَل ، وبِئْسَ ما فَعَل ، فالمعْنَى نِعْمَ شيئاً وبِئْسَ شيئاً فَعَل ذلِكَ ؛ وكَذلِكَ قَوْله تعالَى : (نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ) (٤) ، معْناه نِعْمَ شيئاً يَعِظُكم به.
وِتَنَعَّمَه بالمكانِ : طَلَبَه.
وِتَنَعَّمَ الرَّجُلُ : مَشَى حافِياً ، قيلَ : هو مُشْتقٌّ من النَّعامَةِ التي هي الطَّريقُ ، وليسَ بقويٍّ.
وِتَنَعَّمَ الدَّابَّةُ إذا أَلَحَّ عليها سَوْقاً.
وِيقالُ : نَعَمَهُم ، هكذا في النسخِ بالتَّخْفِيفِ ، والصَّوابُ بالتَّشْديدِ ، وِكَذلِكَ أَنْعَمَهُم إذا أَتاهُم مُتَنَعِّماً على قَدَمَيْه حافِياً على غيرِ دابَّةٍ.
ويقالُ : أَنْعَمَ الرَّجلُ إذا شَيَّع صدِيقَه حافِياً خَطَواتٍ.
وِالنُّعْمان ، بالضَّمِّ : الدَّمُ ، وأُضِيفَتِ الشَّقائِقُ إليه ، وهو نَباتٌ أَحْمرُ يقالُ له الشَّقِرُ لحُمْرَتِه ، وبه جَزَمَ عبدُ اللهِ بنُ جليدٍ أَبو العميثلِ في نقولِه كما نَقَلَه ابنُ خلَّكان.
* قُلْتُ : وهو قَوْل المبرِّدِ.
أَو هو إضافةٌ إلى النُّعْمان بنِ المُنذِرِ مَلك العَرَبِ لأَنَّه حَماهُ ، وعلى هذا القَوْلِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ ، ونَقَلَ عن أَبي
__________________
(١) اللسان والصحاح ، وبالأصل : «ثيجاء».
(٢) على هامش القاموس عن إحدى النسخ : ونِعَمَّا كهِجَفِّ.
(٣) في اللسان : أبو عمرو.
(٤) النساء : الآية ٥٨.