وإلى هنا ، فإنّ تفسير السورة مستند إلى القول بأنّ (العالمين) هم حضرات الأعيان.
أمّا إذا كان (العالمون) هم حضرات الأسماء الذاتية ، أو الأسماء الصفاتية ، أو الأسماء الفعلية ، أو العوالم المجرّدة ، أو العوالم المادّية ، أو كليهما أو جميعها ، فإنّ تفسير السورة يختلف تبعاً لذلك عمّا تقدّم.
كما أنّه لو كان (اسم اللّه) في الآية الكريمة (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) غير مقام المشيئة ، مقام آخر من (مقامات) الأسماء الذاتية وغيره من الأعيان الثابتة أو الأعيان الموجودة أو العوالم الغيبية أو الشهادتية أو الإنسان الكامل ، فإنّ تفسير كامل السورة يختلف أيضاً ، كما يختلف (تفسير الآية) أيضاً إذا كان (اللّه) هو (مقام) الاُلوهية الذاتية أو الظهورية ، وفيما إذا كان (الرحمن الرحيم) في البسملة صفتين متعلّقتين بـ (اللّه) أو بالإسم ، كما يظهر الكثير من الفروق (في تفسير الآية) إذا كانت (الباء) في البسملة هي للاستعانة عمّا إذا كانت للملابسة أو فيما إذا كانت متعلّقة بـ (ظهر) عمّا إذا كانت متعلّقة بالسورة نفسها أو أيّ من أجزائها.
كما إنّه سيختلف تفسير الآية بحسب مقامات القارئين من الوقوع في حجاب الكثرة أو غلبة الوحدة أو الصحو بعد المحو أو المقامات الاُخرى التي تقدّم ذكرها.
والإحاطة بجميع ذلك وبالتفسير الحقيقي للقرآن ـ وهو الكلام الإلهي الجامع ـ خارج عن وسع أمثال الكاتب «إنّما يعرف القرآن من خوطب به» (١) ، وما ذكر هو على سبيل الاحتمال واللّه الهادي.
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٦ : ٣٤٩ ، تأريخ الإمام محمد الباقر ، الباب ٢٠ ، الحديث ٢.