الروح ، ما كان عجباً.
وفي جامع الأخبار للشيخ الصدوق ، بإسناده ، عن رسول اللّه ، أنّه قال : مَن قرأ فاتحة الكتاب اعطاه اللّه بعدد كلّ آية نزلت من السماء فيجزى بها ثوابها.
وروى البخاري ، عن أبي سعيد بن المعلّى ، قال : كنت اُصلّي ، فدعاني النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلم اُجبه ، ثمّ قلت : يا رسول اللّه ، إنّي كنت اُصلّي. قال : ألم يقل اللّه (اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَلِلْرَسُولِ إذا دَعاكُمْ) (١) ، ثمّ قال : ألا اُعلّمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ فأخذ بيدي ، فلمّا أردنا أن نخرج قلت : يا رسول اللّه ، إنّك قلت : ألا اُعلّمك أعظم سورة في القرآن؟ قال : الحمد للّه ربّ العالمين ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اُوتيته.
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : اسم اللّه الأعظم مقطّع في اُمّ الكتاب.
فسورة الحمد تسمّى باُمّ الكتاب (٢) ; لوجوه ، أشهرها : إنّها جامعة لاُصول وأهداف القرآن الكريم ومقاصده المقدّسة ، فتضمّ رؤوس المطالب والمعارف ، والعرب يسمّون ما يجمع أشياء متعدّدة (اُمّاً) ، كما يسمّون الجلدة الجامعة للدماغ
__________________
(١) سورة الأنفال ، الآية ٢٤.
(٢) لسورة الحمد أسماء بلغت (٢٥) اسماً ، أشهرها : ١ ـ الفاتحة; لأنّها أوّل سورة في كتابة المصاحف ولوجوب قراءتها في أوّل الصلاة. ٢ ـ الحمد; لأنّه أوّل لفظها. ٣ ـ اُمّ الكتاب واُمّ القرآن; لأنّها متقدمة على غيرها من السور ولو كتابة تقدّم الاُمّ على أبنائها ، ولأنّها اشتملت على أصلين : ذكر الربوبية والعبودية ، وعليهما ترتكز تعاليم القرآن. ٤ ـ السبع المثاني; لأنّها سبع آيات وبقراءتها يثنى في الصلاة ، أو لأنّها جمعت بين ذكر الربوبية والعبودية. ومهما يكن فإنّ التسمية تصحّ لأدنى شبه. (الكاشف ١ : ٣٢).