من معالم سورة الحمد
سورة الحمد تسمّى بالسبع المثاني ، قال اللّه تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ المَثانِيَ وَالقُرْآنَ العَظِيم) (١) ، باعتبار آياتها سبعة مع البسملة ، وأنّها نزلت مرّتين فهي مكّية نزلت عند وجوب الفريضة ، ومدنية نزلت عند تحوّل القبلة من البيت المقدّس إلى الكعبة المشرّفة (٢).
والروايات الواردة عن الرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار عليهمالسلام في فضائلها وخواصّها أكثر منها في غيرها من السور القرآنية.
روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كتابه (معاني الأخبار) ، بإسناده ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَنَّ عليّ ربّي وقال لي : يا محمد ، أرسلتك إلى كلّ أحمر وأسود ، ونصرتك بالرعب ، وأحللت لك الغنيمة ، وأعطيتك لك ولاُمّتك كنزاً من كنوز عرشي : فاتحة الكتاب وخاتمة سورة البقرة.
وعن الإمام الصادق عليهالسلام : لو قرأت الحمد على ميّت سبعين مرّة ثمّ ردّت
__________________
(١) سورة الحجر ، الآية ٧٥.
(٢) تفسير البصائر ١ : ١١ و ٢٥. وقد ثبت في الأخبار : أنّ السبع المثاني هي سورة الحمد ، ومعنى المثاني : أنّها تثنى وتعاد في كلّ صلاة تقرأ فيها ، وجاء في تفسير الكاشف (١ : ٣١) : اختلفوا في مكان نزولها فقيل : في مكة المكرمة ، وقيل : بل في المدينة ، وقال ثالث : نزلت مرّتين ، في مكة أوّلا وفي المدينة ثانية تأكيداً لأهميتها ومبالغة في تشريفها ، وأكثر المفسرين على أنّها نزلت في مكة. وهذا خلاف عقيم لا فائدة له ، لأنّ هذه السورة الكريمة لا تحتوي على آية يختلف معناها باختلاف النزول.