الخاتم وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام ، فإذا علمت هذه المقدمة ، فاعلم :
إنّه في السورة الشريفة الحمد بعد اسم اللّه الذي هو إشارة إلى الذات اختصّت بالذكر ، هذه الأسماء الشريفة الأربعة وهي : الربّ والرحمن والرحيم والمالك ، ويمكن أن يكون هذا الاختصاص لأنّ هذه الأسماء الشريفة الأربعة حملة عرش الوحدانية على حسب الباطن ، ومظاهرها الملائكة الأربعة المقرّبون للحقّ تعالى حملة عرش التحقّق ، فالإسم المبارك (الربّ) باطن ميكائيل وهو بمظهريته للرب موكل بالأرزاق ومربّي دار الوجود ، والإسم الشريف (الرحمن) باطن إسرافيل منشىء الأرواح والنافخ في الصور وباسط الأرواح والصور ، كما أنّ بسط الوجود أيضاً باسم الرحمن ، والإسم الشريف (الرحيم) هو باطن جبرائيل الموكل على تعليم الموجودات وتكميلها ، والإسم الشريف (المالك) هو باطن عزرائيل الموكل بقبض الأرواح والصور وإرجاع الظاهر إلى الباطن ، فالسورة الشريفة إلى مالك يوم الدين ، مشتملة على عرش الوحدانية وعرش التحقّق ومشيرة إلى حوامله ، فجميع دائرة الوجود وتجلّيات الغيب والشهود التي ترجمانها القرآن ، مذكورة إلى هذا الموضع من السورة ، وهذا المعنى موجود جمعاً في بسم اللّه الذي هو الاسم الأعظم ، وفي الباء التي هي مقام السببية ، وفي النقطة التي هي سرّ السببية ، وعلي عليهالسلام هو سرّ الولاية ، واللّه أعلم (١).
عزيزي القارىء :
هذا غيض من فيض ، وقطرات من بحار فضائل أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، ونبذة يسيرة في شرح نقطة باء البسملة.
__________________
(١) الآداب المعنوية للصلاة : ٤٢٨.