التسمية لا يتيسّر للسالك إلاّ بعد الدخول في منزل الاستعاذة واستيفاء حظوظ ذاك المنزل. ثمّ يشرح هذا المعنى وكيف يتّسم السالك بالعبودية. ثمّ في الفصل الخامس يذكر بياناً إجمالياً من تفسير سورة الحمد المباركة ، ونبذة من آداب التحميد والقراءة ، فيشرح معنى الباء وبأيّ شيء تعلّقه ، هل للاستعانة أو الظهور وغير ذلك ، ثمّ يقول : وأمّا أسرار الباء ونقطة الباء التي باطنها مقام الولاية العلوية ومقام جمع الجمع القرآني فيستلزم مجالا أوسع (١).
ثمّ يقول : إلهام عرشي : اعلم أنّ في باب العرش وحملته اختلافات ، وفي ظواهر الأخبار الشريفة أيضاً اختلافاً ، وإن كان الاختلاف منفياً على حسب الباطن ، فإنّ العرش في النظر العرفاني والطريق البرهاني يطلق على معان كثيرة ، وأحد تلك المعاني ولم أره في لسان القوم هو الحضرة الواحدية التي هي مستوى الفيض الأقدس ، وحملته أربعة من اُمّهات الأسماء وهي : الأوّل والآخر والظاهر والباطن ، والمعنى الآخر وما رأيته أيضاً في لسان القوم ، الفيض المقدّس الذي هو مستوى الأسم الأعظم وحامله : الرحمن والرحيم والربّ والمالك ، ومن إطلاقاته جميع ما سوى اللّه وحامله أربعة من الملائكة : إسرائيل وجبرائيل وميكائيل وعزرائيل ، والمعنى الآخر هو جسم الكلّ وحامله أربعة أملاك وهي صور أرباب الأنواع وقد اُشير إليه في رواية الكافي ، وربّما اُطلق على العلم ، ولعلّ المراد من العلم ، العلم الفعلي للحقّ الذي هو عبارة عن مقام الولاية الكبرى وحملته أربعة من الأولياء الكمّل في الاُمم السابقة وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى على نبيّنا وآله وعليهم السلام ، وأربعة من الكمّل في هذه الاُمّة : الرسول
__________________
(١) الآداب المعنوية للصلاة : ٣٩٨ ، الطبعة الاُولى.