«ليس وراء عبادان قرية» ، وهي التي عليها مدار الوجود ، كالنقطة المركزية التي إليها ينتهي خطوط الدائرة المحيطة بها ، وذلك لأنّ الوجود بالاتفاق دوريّ لتقابل النقطتين المتقابلتين ، اللتين هما نقطة المبدئية والنقطة المنتهائية (كَما بَدَأكُمْ تَعُودُونَ) ، والأوّل والآخر والظاهر والباطن ، أسمائه بهذين الاعتبارين ، والأزل والأبد إشارة إليهما ، (قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى) كذلك ، لأنّ القوس إشارة إلى قطع الدائرة الوجودية بالخطّ الوهميّ بينهما ، الفاصل بين المطلق والمقيّد والإمكان والوجوب في صورة الدائرة ، والخطّ الوهمي باصطلاحهم ، هو مقام القرب الأسمائي ، باعتبار التقابل بين الأسماء في الأمر الإلهي ، المسمّى بدائرة الوجودية ، كالإبداء والإعادة ، والنزول والعروج ، والفاعلية والقابلية.
وهذه النقطة قد يعبّر عنها بنقطة النبوّة ونقطة الولاية اللتين هما مخصوصتان من حيث الاطلاق بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام ، لأنّ النبوّة المطلقة والولاية المطلقة مخصوصتان بهما ، لقول النبي صلىاللهعليهوآله : «كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطين» ، وقول علي عليهالسلام : «كنت ولياً وآدم بين الماء والطين» (١).
الثالث والعشرون : ومن المعاني اللطيفة في نقطة الباء ما جاء بيانه عند السيد الإمام الخميني قدسسره في كتابه القيّم (الآداب المعنوية للصلاة) ، فقال في الفصل الرابع في بعض آداب التسمية : روي في التوحيد عن الرضا عليهالسلام حين سئل عن تفسير البسملة : «معنى قول القائل بسم اللّه ، أي أسم على نفسي سمة من سمات اللّه وهي العبادة ، قال الراوي : فقلت : ما السمة؟ قال : العلامة».
إعلم ، جعلنا اللّه وإيّاك من المتّسمين بسمات اللّه ، أنّ الدخول في منزل
__________________
(١) بحر المعارف : ٤٥٧.