فمن الإيمان الكامل الجهر بمحبّته وولايته ، وقد قال الإمام الحسن العسكري عليهالسلام : «علائم المؤمن خمس : التختّم باليمين ، وتعفير الجبين ، وزيارة الأربعين ، والصلاة إحدى وخمسين ، والجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم».
فكان التختّم باليمين في عصرهم من علائم التشيّع والإيمان الكامل ، مخالفة لأصحاب معاوية وشيعته ، الذين كان شعارهم التختّم باليسار إحياءً لقضية التحكيم في حرب صفّين ، حيث خلع عمرو بن العاص حيلةً ومكراً أمير المؤمنين علياً عليهالسلام ، ثمّ أخرج خاتمه من يمينه وجعله في يساره ، وقال : خلعت علياً ونصبت معاوية للخلافة ، كجعل الخاتم من يميني بيساري.
فصار التختّم باليسار شعار الأمويين ، كما صار التختّم باليمين شعار العلويين.
وقال اللّه سبحانه : (قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ المَوَدَّةُ في القُرْبى) ، والمودّة غير المحبّة ، فإنّها المحبّة مع إظهارها وإعلانها والفداء دونها مالا ونفساً.
إلاّ أنّ المخالفين لعنهم اللّه ، كما ورد في الخبر ، سرقوا آية من كتاب اللّه أو أخفوها ، فالمؤمن يجهر بالبسملة ونقطتها ويضحّي من أجل ولاية أمير المؤمنين
__________________
الذي اُنزل على محمد صلىاللهعليهوآله ثلاث مرّات ، فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرات ، فلأجل ذلك كان التكبير سبعاً والافتتاح ثلاثاً. فلمّا فرغ من التكبير والافتتاح قال اللّه عزّ وجلّ : الآن وصلت إليّ ، فسمّ باسمي ، فقال : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فمن أجل ذلك جعل بسم اللّه الرحمن الرحيم في أوّل السورة ... إلى آخر الحديث».
وهو مشتمل على معان تكلّ العقول عن إدراكها إلاّ قليلا ، ومنها نشير إلى نبذة تتعلّق بهذه السورة في خلال التفسير بما يخطر تصوّره بالبال ، واللّه العالم بحقيقة الحال ، فيذكر بعض المطالب العرفانية الرفيعة ، فراجع.