وان اليوم عندكم الذين دعى لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار والذين ابا ان يدعولهم واخبر ان منها يطلع قرن الشيطان وان منها الفتن هي بلاد الايمان تجب الهجرة اليها وهذا بين واضح من الاحاديث ان شاء الله.
(فصل)
ومما يدل على بطلان مذهبكم مافي الصحيحين عن عقبة بن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال اني لست اخشى عليكم ان تشركوا بعدي ولكن اخشى عليكم الدنيا ان تنافسوا فيها فتقتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم قال عقبة فكان آخر مارايت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر (انتهى).
وجه الدلالة منه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بجميع مايقع على امته ومنهم الى يوم القيمة كما ذكر في احاديث اخر ليس هذا موضعها ومما اخبر به هذا الحديث الصحيح انه امن ان امته تعبد الاوثان ولم يخافه عليهم واخبرهم بذلك واما الذي يخافه عليهم فاخبرهم به وحذرهم منه ومع هذا فوقع ماخافه عليهم وهذا خلاف مذهبكم فان امته على قولكم عبدوا الاصنام كلهم وملأت الاوثان بلادهم الا ان احد في اطراف الارض ما يلحق له خبر ولافن اطراف الشرق الى اطراف الغرب الى الروم الى اليمن كل هذا ممتلىء مما زعمتم انه الاصنام وقلتم من لم يكفر من فعل هذه الامور والافعال فهو كافر ومعلوم ان المسليمن كلهم اجروا الاسلام على من انتسب اليه ولم يكفروا من فعل هذا فعلى قولكم جميع بلاد الاسلام كفار الابلدكم والعجب ان هذا ما حدث في بلدكم لا من قريب عشر سنة فبان بهذا الحديث خطأوكم والحمد الله رب العالمين.
(فان قلت) ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك قلت هذا حق واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا تتعارض