ولكن كل حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يخاف على امته الشرك قيدة بالشرك الاصغر كحديث شداد بن اوس وحديث ابي هريرة وحديث محمود بن لبيد فكلها مقيدة ومبينة انما خاف رسول الله صلى الله عليه وسلم منه على امته الشرك الاصغر وكذلك وقع فانه ملا الارض كما انه خاف عليهم الافتتان والقتال على الدنيا فوقع وهو اى الشرك الاصغر هو الذي تسمونه الان الشرك الاكبر وتكفرون المسلمين به بل تكفرون من لم يكفرهم فاتفقت الاحاديث وبان الحق ووضح والحمد لله.
(فصل)
ومما يدل على بطلان مذهبكم ماروى مسلم في صحيحه عن جابر ابن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الشيطان قد ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم وروى الحاكم وصححه وابو يعلى والبيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قد يئس ان تعبد الاصنام بارض العرب ولكن رضى منهم بمادون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات وروى الامام احمد والحاكم وصححه وابن ماجه عن شداد بن اوس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتخوف على امتي الشرك قلت يارسول الله اتشرك امتك بعدك قال نعم اما انهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن يراؤن باعمالهم (انتهى).
اقول وجه الدلالة منه كما تقدم ان الله سبحانه اعلم نبيه من غيبه بما شاء وبما هو كائن الى يوم القيمة واخبر صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قدائس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب وفي حديث ابن مسعود دائس الشيطان ان تعبد الاصنام بارض العرب وفي حديث شداد انهم لا يعبدون وثنا وهذا بخلاف مذهبكم فان البصرة وما حولها والعراق من دون دجلة الموضع الذي فيه قبر علي وقبر الحسين رضي الله تعالى عنهما وكذلك اليمن كلها والحجاز كل