خرجوا في زمن على ابن ابي طالب رضي الله عنه وكفروا علياً وعثمان ومعاوية ومن معهم واستحلوا دماء المسلمين واموالهم وجعلوا بلاد المسلمين بلاد حرب وبلادهم هي بلاد الايمان ويزعمون انهم اهل القرءان ولا يقبلون من السنة الا ماوافق مذهبهم ومن خالفهم وخرج عن ديارهم فهم كافر ويزعمون ان علياً والصحابة رضي الله عنهم اشركوا بالله ولم يعلموا بما في القرءان بل هم على زعمهم الذين عملوا به ويستدلون لمذهبهم بمتشابه القرءان وينزلون الايات التي نزلت في المشركين المكذبين في اهل الاسلام هذا واكابر الصحابة عندهم ويدعونهم الى الحق والى المناظرة وناظرهم ابن عباس رضي الله عنهما ورجع منهم الى الحق اربعة الاف ومع هذه الامور الهائلة والكفر الصريح الواضح وخروجهم عن المسلمين قال لهم علي رضي الله عنه لانبدؤكم بقتال ولا نمنعكم عن مساجد الله ان تذكروا فيها اسمه ولا نمنعكم من الفيىء ما دامت ايديكم معنا.
(ثم ان الخوارج) اعتزلوا وبدؤا المسلمين الامام ومن معه بالقتال فسار عليهم علي رضي الله عنه وجرى على المسليمن منهم امور هائلة يطول وصفها ومع هذا كله لم يكفروهم الصحابة ولا التابعون ولا ائمة الاسلام ولا قال لهم علي ولا غيره من الصحابة قامت عليكم الحجة وبينا لكم الحق قال الشيخ تقي الدين لم يكفرهم علي ولا احد من الصحابة ولا احد من ائمة اهل الاسلام (انتهى) فانظر رحمك الله الى طريقة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحجام عن تكفير من يدعى الاسلام هذا وهم الصحابة رضي الله عنهم الذين يرون الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم (قال) الامام احمد صحت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عشرة اوجه (قال) اهل العلم كلها خرجها مسلم في صحيحه فانظر الى هدي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وائمة المسلمين لعل الله يهديك الى اتباع سبيل المؤمنين وينبهك من هذه البلية التي تزعمون الان انها السنة وهي