والله طريقة القوم لا طريقة علي ومن معه رزقا الله اتباع اثارهم.
(فان قلت) على نفسه قتل الغالية بل حرقهم النار وهم مجتهدون والصحابة قاتلوا اهل الردة.
(قلت) هذا كله حق فاما الغالية فهم مشركون زنادقة اظهروا الاسلام تلبياً حتى اظهروا الكفر ظهوراً جلياً لا لبس فيه على احد (وذلك) ان علياً رضي الله عنه لما خرج عليهم من باب كندة سجدوا له فقال لهم ما هذا قالوا له انت الله فقال لهم انا عبد من عباد الله قالوا بل انت هو الله فاستتابهم وعرضهم على السيف وابو ان يتوبوا فامر بخد الاخاديد في الارض واضرم فيها النار وعرضهم عليها وقال لهم ان لم تتوبوا قذفتكم فيها فابوا ان يتوبوا بل يقولون له انت الله فقذفهم بالنار فلما احسوا بالنار تحرقهم قالوا الأن تحققنا انك انت الله لان مايعذب بالنار الا الله فهذه قصة الزنادقة الذين حرقهم علي رضي الله عنه ذكرها العلماء في كتبهم فان رأيتم من يقول لمخلوق هذا هو الله فحرقوه والا فاتقوا الله ولا تلبسوا الحق بالباطل وتقيسوا الكافرين على المسلمين بارائكم الفاسدة ومفاهيمكم الواهية.
(فصل)
واما قتال الصديق والصحابة رضي الله عنهم اهل الردة فاعلم انه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق على الاسلام الا اهل المدينة واهل مكة والطائف وجوثا قرية من قرى البحرين واخبار الردة طويلة تحتمل مجلدا ولكن نذكر بعضا من ذلك من كلام اهل العلم ليتبين لكم ما انتم عليه وان استدلالكم بقصة اهل الردة كاستدلالكم الاول.
(قال) الامام ابو سليمان الخطابي رحمه الله مما يجب ان يعلم ان اهل الردة كانوا اصنافا صنف ارتدوا عن الاسلام ونبذوا الملة وعادوا الى الكفر الذي كانوا عليه من عبادة الاوثان وصنف ارتدوا عن الاسلام وتابعوا