آتاك من العلم وولاك
من خزانة الحكمة ، فان أحسنت فيما ولاّك اللّه من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن
الشفيق الناصح لمولاه في عبيده ، الصابر المحتسب ، الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له
من الأموال التي في يديه ، كنت راشدا ، وكنت لذلك آملا معتقدا وإلاّ كنت له خائنا
ولخلقه ظالما ولسلبه وعزه متعرضا.
ج
ـ الرعية بملك النكاح :
وأما حق رعيتك بملك النكاح : فأن تعلم
أن اللّه جعلها سكنا ومستراحا وأنسا وواقية ، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد
اللّه على صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة اللّه ويكرمها
ويرفق بها وإن كان حقك عليها أغلظ ، وطاعتك بها ألزم ، فيما أحببت وكرهت ما لم تكن
معصية. فان لها حق الرحمة والمؤانسة. ولا قوة إلاّ باللّه .
د
ـ الرعية بملك اليمين :
وأما حق رعيتك بملك اليمين فأن تعلم أنه
خلق ربك ، ولحمك ودمك ، وإنك لم تملكه لأنك صنعته دون اللّه ، ولا خلقت له سمعا ولا
بصرا ، ولا أجريت له رزقا ، ولكن اللّه كفاك ذلك ثم سخره لك ، ائتمنك عليه واستودعك
إيّاه لتحفظه فيه وتسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل
__________________