بسم الله الرحمن
الرحيم
حمداً لله علي نعمائه ، وصلاة وسلاماً
علي خاتم أنبيائه ، والطيبين الطاهرين من خلفائه.
* * *
لم يكن الاسلام دين ترهُّبٍ وتبتُّل ـ فقط
ـ ، كما يحلو لبعض أن يسميه.
ولم يكن ديناً مقتصراً علي أعمالٍ
عباديّةٍ ـ فحسب ـ كما يرغب بعض الخوارج عليه أن يفسره.
انه دين ودولة.
دين بكل ما للدين من عبادة وخشوع ،
وشعائر واصول.
ودولة بكل ما للدولة من نظم وقوانين ،
ومبادئ ودستور.
وهكذا شاء الله تعالي لدينه القيّم أن
ينظم المجتمع الجديد «مجتمع الاسلام السعيد» ، ليكون بذلك أرقي مجتمع عرفه التاريخ
في مداء البعيد.
وهكذا أراد ـ سبحانه ـ أن يأخذ بيد
البشرية نحو مدارج السمو والكمال ، والمجد والرفعة ، والعزة والرفاه ، صعوداً نحو
القمة التي لا تصل اليها مدارك الانسان وتفكيره الضيق المحدود ـ مهما اتسعت به
الحدود _.
وهذه اسس الدين والدولة مسجلة ـ بكل
وضوح ـ في كتاب الله