الْمُرْسَلِينَ)
، يعني : إن المرسلين كسائر أفراد أُممهم مكلَّفون بالتكاليف ، فلا يكون من هذه
الناحية فرق بين الرسول وبين أفراد أُمته ، وعلى الرسول أنْ يعمل بالتكاليف ، كما
أن على كل فرد من أفراد أُمّته أن يكون مطيعاً وممتثلاً للتكاليف ، فلو كان
المعصوم مسلوب القدرة عن المعصية ، مسلوب القدرة على ترك الاطاعة ، فلا معنى حينئذ
للثواب والعقاب ، ولا معنى للسؤال.
وقد بيّنا بالاجمال هذا المطلب في بحثنا
عن آية التطهير.
والجهة
الثانية الموجودة في كلام العلامة رحمهالله قوله : بحيث لا
يكون له داع إلى ترك الطاعة وفعل المعصية.
ففي هذه العبارة إشارة إلى أن ترك
الطاعة وفعل المعصية إنما يكون بداع نفساني يحمل الانسان على الاطاعة ، أو يحمل
الانسان على إتيان المعصية وارتكابها ، وهذا الانسان قد أودع الله فيه سبحانه
وتعالى مختلف القوى التي يستخدمها لاغراضه الصحيحة وغير الصحيحة ، إلا أن العصمة
تمسك المعصوم ، بحيث لا يبقى له داع إلى ارتكاب المعصية أو ترك الطاعة والتكليف
الشرعي.
__________________