لوجدتم المفسّرين
يفسّرون كلمة العصمة أو مادة العصمة مثل هذه الايات بالتمسّك.
ويقول الراغب : العصم هو الامساك ، الاعتصام
الاستمساك .
والذي يظهر لي أن بين المسك والتمسك
والاستمساك ، وبين المنع ، فرقاً دقيقاً ربما لا يلتفت إليه ، وهكذا توجد الفروق
الدقيقة بين ألفاظ اللغة العربية ، فإن بين «الحفظ» و «المنع» و «الحجر» و «العصم»
وأمثال هذه الالفاظ المتقاربة في المعنى ، توجد فوارق ، تلك الفوارق لها تأثير في
فهم المطلب في كل مورد تستعمل فيه لفظة من هذه الالفاظ.
فالمعصوم ، الله سبحانه وتعالى قد جعل
فيه قوةً ، تلك القوة تمنعه كما يقول أولئك ، وتمسكه كما يقول الراغب.
(قَالَ لاَ عَاصِمَ
الْيَوْمَ مِنَ أَمْرِ اللهِ)
أي لا مانع من أمر الله ، أو لا ماسك من أمر الله ، والفرق بينهما دقيق.
تلاحظون ، لو أن أحداً أراد أن يسقط من
مكان عال ومنعه أحد من الوقوع يقولون : منعه من الوقوع ، لكنْ إذا مدّ يده ومسكه كان
هذا المنع أخص من ذلك المنع الذي ليس فيه مسك.
__________________