الدراهم كما هو المناسب لسياق الكلام الذي تتبادر إليه الأفهام ، ولم يعلم الحامل للصدوق على هذا التفسير وإخراج الكلام عن ظاهره.
وقال المحقّق الشيخ حسن ابن شيخنا الشهيد الثاني قدسسرهما في حواشيه على الكتاب ما صورته : (غاية ما يوجّه به متن الحديث إن سلم من النقص ، وتوافقت فيه النسخ أن يكون (يعني) ـ بصيغة المفعول ـ وكذا (لم يعن) ، فيكون المراد : أن الحسن وهم (١) في تأويل ما روي في الصيارفة ، فإن المعنيّ بها صيارفة الكلام لا صيارفة الدراهم ، بناء على ما ورد في قول رسول الله صلىاللهعليهوآله من التهديد لمن يصرف الكلام في المواعيد وغيرها) (٢) انتهى.
واقتفاه في هذه المقالة ابنه الفاضل الشيخ محمد ابن الشيخ حسن في حاشيته على الكتاب أيضا ، إلّا إنه اختار جعل الفعلين مبنيين للفاعل ، أي يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله فيما ورد منه في ذمّ الصيرفي : صيرفي الكلام كما نبه عليه : (وقال رسول الله) ـ إلى آخره ـ خصوصا على نسخة «الصّياغ» (٣) ـ بالتحتانيّة والمعجمة ـ إن صحّت هذه النسخة ، يعني : أن فيهم ذلك أغلب من غيرهم.
أقول : فظاهر كلاميهما ـ طيّب الله مرقديهما ـ أن هذه الجملة من كلام الإمام عليهالسلام كما أشرنا إليه آنفا ، وأن قصده عليهالسلام بها الردّ على الحسن البصري. ولا
__________________
(١) قال : كأن قوله : (يعنى) ابتداء كلام في بيان ما منه وهم الحسن على صيغة المبني للمفعول ، يعني أن يراد بما وقع من شدّة الذم : صيرفي الكلام ، كما قال (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) ، وعلى البناء للفاعل يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله لما قد (١) ورد عنه في ذمّ الصيرفي : صيرفي الكلام (٢) ، كما قد نبّه عليه إلى آخر ما في الأصل. منه رحمهالله ، (هامش «ح» و «ع»).
(٢) عنه في الدرّ المنثور من المأثور وغير المأثور ١ : ٥٧.
(٣) في «ح» : الضياع.
__________________
١ ـ من «ع».
٢ ـ ورد عنه في ذم الصيرفي صيرفي الكلام ، من «ع».