وحكي عن بعض
الوزراء استحسانه ؛ لأنه لا يرد عليه شيء من الاعتراضات .
ومنها أن لفظ
أفعل التفضيل قد تكون مجرّدة عن الترجيح كما في قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي
الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ، وقول المتنبّي :
أبعد بعدت
بياضا لا بياض له
|
|
لأنت أسود في
عيني من الظلم
|
قال ابن جني : (أراد
: لأنت أسود من جملة الظلم ، كما يقال : حر من أحرار ، ولئيم من لئام ، فيكون
الكلام قد تمّ عند قوله : لأنت أسود) ، ومثله قول الآخر :
وأبيض من ماء
الحديد كأنّه
|
|
شهاب بدا
والليل داج عساكره
|
وقول الآخر :
يا ليتني
مثلك في البياض
|
|
أبيض من اخت
بني إباض
|
أي أبيض من
جملة اخت بني إباض ومن جملة عشيرتها.
فإن قلت :
فقضية هذا الكلام أن يكون في قوّة قوله : النيّة من جملة عمله ، والنيّة من أفعال القلوب
، فكيف تكون عملا؟ لأنه يختص بالعلاج.
قلت : جاز أن
تسمى عملا كما جاز أن تسمى فعلا أو يكون إطلاق العمل عليها مجازا.
قلت : وقد أجيب
أيضا بأن المؤمن ينوي الأشياء من أبواب الخير نحو الصدقة
__________________