نبيّك وآل نبيّك» (١) إلى آخره.
وحينئذ ، فهل يجوز في العقول السليمة والألباب القويمة أن يعمل في بيوت النبي صلىاللهعليهوآله هذه الأفعال الخارجة عن جادة الكمال والشاهد على صاحبها أنه من أجهل الجهال؟ ثم أرأيت أنه لم يقرع أسماعهم ما استفاض في الأخبار من الآداب في زيارته عليهالسلام بأنه ينبغي أن يكون الزائر له أشعث أغبر مشغولا بالحزن والدعاء ، جائعا عطشان مشغولا مدة الكون في حضرته والجلوس في روضته بالحزن والبكاء أو الصلاة أو التلاوة والدعاء ونحو ذلك ، وأن يكون الزائر له على سكينة ووقار (٢)؟
هذا مع أن أحدهم لو دخل مجلس من لا يقاس بمقامه عليهالسلام من سلطان أو أمير أو غني أو كبير لتأدب في مجلسه بالآداب الكاملة ، فكيف لا يرون له عليهالسلام ما يرونه لسائر الناس ، ولكن العقول عن الطريق القويم ضالة ، والأقدام عن سواء الصراط زالّة.
ومن أعجب العجاب أنه بعد هذه الامور التي حكيناها عنهم يقومون ويقفون حول شباكه عليهالسلام ويخاطبونه ويلتمسون منه المطالب ويلجئون إليه فيما يريدونه من المآرب ، فيما ذوي العقول الضعيفة والألباب السخيفة إن كان معتقدكم أنه عليهالسلام حاضر يسمع من يناديه ويرى من يناجيه ، فما لكم تأتون بهذه الأفعال الناشئة عن قلّة الأدب والاحترام والمنافية للتعظيم والإكرام؟! وإن كان معتقدكم أنه ليس بحاضر ولا ناظر ، فلمن تناجون؟ ولمن تخاطبون؟
فانظر ـ أيدك الله تعالى ـ بتأييده إلى هؤلاء العاكفين على هذه الامور الموجبة
__________________
(١) المزار الكبير : ٥٥ ، مصباح الزائر : ٤٤ ، بحار الأنوار ٩٧ : ١٦٠ / ٤١.
(٢) كامل الزيارات : ٢٥٠ ـ ٢٥٢ / ٣٧٤ ـ ٣٧٧ ، وسائل الشيعة ١٤ : ٥٢٧ ـ ٥٢٨ ، أبواب المزار وما يناسبه ، ب ٧١.