وفي كتاب (المؤمن)
للحسين بن سعيد بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «[إنّ المؤمن رؤياه]
جزء من سبعين جزءا من النبوة ، ومنهم من يعطى على الثلاث» .
قال بعض
مشايخنا ـ عطر الله مراقدهم ـ : (إن معنى قوله : «ومنهم من يعطى على الثلاث» أن بعض الكمّل من المؤمنين يكون رأيه ورؤياه ثلاثة من
أجزاء النبوة) انتهى.
وفي كتاب (جامع
الأخبار) عنه عليهالسلام : «ولقد
حدّثني أبي عن جدي عن أبيه عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من رآني في
منامه فقد رآني ؛ فإنّ الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا
في صورة أحد من شيعتهم. وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة» .
وأكثر أخبار
العامة دلّت على أنّها جزء من ستة وأربعين جزءا .
والكلام هنا في
موضعين :
أحدهما : في
معنى كون الرؤيا الصادقة جزءا من أجزاء النبوة ، فقيل : (إن المراد : الإشارة إلى
أن الرؤيا الصادقة من المؤمن الصالح في الصدق والصحة كالنبوة ؛ لما فيها من
الإعلام الذي هو على معنى النبوة على أحد الوجهين. وقد قال كثير من الأفاضل : إن
للرؤية الصادقة ملكا وكّل بها ، يرى الرائي من ذلك ما فيه من تنبيه على ما يكون له
، أو يقدّر عليه من خير أو شر.
وهذا معنى
النبوة ؛ لأن النبي إما (فعيل) بمعنى مفعول ، أي يعلمه الله ويطلعه في
__________________