الواحد في فنون كثيرة وأساليب مختلفة ما لا يخفى من الفصاحة. ومنها أنّ الدواعي لا تتوفر على نقلها لتوفرها على نقل الأحكام ، فلذا كررت القصص دون الأحكام. ومنها أنّه تعالى أنزل هذا القرآن وعجز القوم عن الإتيان بمثله ثم أوضح الأمر في عجزهم بأن كرّر ذكر القصة في مواضع إعلاما بأنهم عاجزون عن الإتيان بمثله بأيّ نظم جاءوا وبأي عبارة عبّروا. ومنها أنه لما تحداهم قال (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) (١) فلو ذكرت القصة في موضع واحد فقط لقال العربي ائتونا أنتم بسورة من مثله ، فأنزلها سبحانه في تعداد السور دفعا لحجتهم من كل وجه ، انتهى ما في الإتقان.
التّكسّر : [في الانكليزية] Upset ، discomfort ـ [في الفرنسية] Malaise ، indisposition
عند الأطباء حالة يجد الإنسان فيها اختلافا في البرد ونخسا في الجلد والعضل ، كذا في بحر الجواهر.
التّكسير : [في الانكليزية] Area ، alteration ، art of predicting the future ، clairvoyance ـ [في الفرنسية] Superficie ، alteration ، art de predire l\'avenir ، voyance
كالتصريف عند المهندسين يستعمل بمعنى المساحة. وعند أهل الجفر هو نوع من البسط وقد سبق. ويطلق على التحريف أيضا وقد سبق. وعلم التكسير هو علم الجفر.
التّكليس : [في الانكليزية] Calcination ـ [في الفرنسية] Calcination
باللام عند الأطبّاء هو شيء يوضع على النّار حتى يصبح مثل الكلس. كذا في بحر الجواهر. (٢)
التّكليف : [في الانكليزية] Obligation ، charge ـ [في الفرنسية] Obligation ، charge
كالتصريف عند جمهور الأصوليين هو إلزام فعل فيه مشقة وكلفة من قولهم كلّفتك عظيما أي حملتك على ما فيه كلفة ومشقة ، فعلى هذا المندوب والمكروه والمباح ليس من الأحكام التكليفية ، إذ لا إلزام في كل منها. وعند البعض إيجاب اعتقاد كون الفعل حكما من الأحكام الشرعية. فعلى هذا المندوب والمكروه والمباح من الأحكام التكليفية. فإنّ المندوب يجب اعتقاد كونه مندوبا وكذا المكروه والمباح يجب اعتقاد كونه مكروها أو مباحا. والواجب والحرام من الأحكام التكليفية على كلا التفسيرين ، هكذا يستفاد من العضدي وحواشيه وغيرها في بيان أنواع الحكم. وفي فتح المبين شرح الاربعين في الخطبة : والمكلّف هو العاقل البالغ من الإنس وكذا من الجنّ بالنسبة لنبينا عليه الصلاة والسلام إذ هو مرسل إليهم إجماعا خلافا لمن وهم فيه كما بيّنه السّبكي في فتاواه. وأما بقية الرّسل فلم يرسل أحد منهم إليهم وكذا من الملائكة بالنسبة لنبينا عليه الصلاة والسلام لأنه مرسل إليهم كما هو مذهب جماعة من أئمتنا المحققين ؛ بل أخذ بعض المحققين من أئمتنا بعمومه حتى للجمادات بأن ركّب فيهم عقل حتى آمنت به. وأمّا غير نبينا عليه الصلاة والسلام فغير مرسل إليهم قطعا. ثم تكليف الملائكة من أصله مختلف فيه. قلت الحق تكليفهم بالطاعات العملية قال تعالى : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٣) بخلاف نحو الإيمان لأنه ضروري فيهم. فالتكليف به تحصيل الحاصل وهو محال. والتكليف إلزام ما فيه
__________________
(١) البقرة / ٢٣.
(٢) نزد اطبا آنست كه چيزى را در آتش نهند وبه درجه رسانند كه همچو آهك شود كذا في بحر الجواهر.
(٣) التحريم / ٦.