فالجيش الذي يفعل ذلك بقائده وسيده هل
يمكن أن يضحّي بالغالي والنفيس امتثالاً لأمر ذلك القائد ونصرة لقضيته؟!
وقد قالوا في وصف جيش الإمام
الحسن عليهالسلام :
خف معه أخلاط من الناس ، بعضهم شيعة له
ولأبيه عليهماالسلام
، وبعضهم محكّمة (أي خوارج) يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة ، وبعضهم أصحاب فتن وطمع
في الغنائم ، وبعضهم شكّاك ، وبعضهم أصحاب عصبية اتّبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون
إلى دين .
أمّا معاوية فمعه جيش قوي متماسك يلتقي
معه في الأهداف ، وفي السلوك ، وفي الولاء ، وقد تربى على يده ، وعلى نهجه ، وله
نفس طموحاته ، وعين أهدافه ، ويكنّ له الولاء والحب.
وله أيضاً جانب كبير من أهل العراق ، وفي
جيش الإمام الحسن عليهالسلام
بالذات ممّن اشترى ضمائرهم ، أو أنهم من أنصاره والموالين له مباشرة ، أو يلتقون
معه في الأهداف ، أو في المطامع ، أو في الولاء والانتساب لغير أهل البيت عليهمالسلام.
التحرك نحو الحرب :
وقد كان الإمام الحسن عليهالسلام يعلم بكل هذه
الحقائق ، ولكن
___________________