وتوضيح ذلك يحتاج إلى بسط في القول وفنون من البيان.
فنقول :
عظمة عمر بن الخطاب في العرب
لقد كان لعمر بن الخطاب مكانة عظيمة وهيمنة على قلوب العرب ، فكان قوله فيهم كالشرع المتبع ، حتّى لقد رووا أنّ القرآن قد نزل بموافقته مرات عديدة ، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك (١).
ومحبتهم له ترجع إلى عدة أسباب ، منها : ما قام به من فتوحات استفادوا منها الأموال والمقامات والرياسات ، وحصلوا على الحسناوات ، ومنها سياسة تفضيل العرب على غيرهم التي انتهجها وتوسّع فيها لتشمل مختلف الجهات والحالات ، وقطع فيها شوطاً بعيداً ، فسقطت منزلة غير العرب لصالح العرب كما أوضحناه في كتابنا «سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي».
معاوية الرجل المفضّل عند عمر :
وكان معاوية بن أبي سفيان عاملاً على الشام لعمر بن الخطاب ، فكان هو الرجل المفضّل والمدلل عنده ، حتّى إنه كان طيلة فترة حكمه يحاسب جميع عماله في كل عام ، ويقاسمهم أموالهم ، ويُبقي مَن يُبقي ويعزل مَن يعزل منهم ، ولا يبقي عاملاً أكثر من عامين (٢) ، باستثناء
____________________
(١) شرح النهج ٦ / ٣٢٨ ، وج١٢ / ٥٧ ، وتاريخ القرآن الكريم لمحمد طاهر الكردي / ٣٢ ، وتهذيب الكمال ٢١ / ٣٢٤ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٣٨٧.
(٢) راجع التراتيب الإدارية ١ / ٢٦٩.