بدافع من إحنه البدرية وأحقاده الأحدية.
ولكن قتل الإمام الحسن عليهالسلام ليس له مبرر ما دام أنّ الحسنين عليهماالسلام قد دافعا عن عثمان حين هوجم وقُتل كما أوضحناه في كتابنا : الحياة السياسيّة للإمام الحسن عليهالسلام.
حسابات معاوية في صلحه :
وإذا رجعنا إلى حسابات معاوية لأمر الصلح فإنّه وإن كان يرى نفسه في موقع القوة ، ويرى أن انتصاره العسكري سيكون سهلاً وميسوراً بملاحظة واقع الجيشين ، ولكنه كان يعلم أيضاً أنّ هذا الانتصار إذا انتهى باستشهاد الإمامين الحسنين عليهماالسلام وبني هاشم فإنه يحمل معه احتمالات حدوث مفاجآت غير محسوبة (١) هو في غنى عن معاناة الخوف والحذر منها ، وسوف تنغّص تلك المفاجآت المحتملة عليه لذة العيش إذا كانت تتحرك في دائرة انتقال الملك إلى ولده يزيد (لعنه الله) وبني اُميّة ، فإنّ الأيام قد تتمخض عن تقلّبات لم يحسب لها هو ولا غيره حساباً ، وقد لا يستطيع من يأتي بعده من بني أبيه معالجتها بما يحفظ له النتائج الطيّبة التي يتوخاها ..
ولأجل ذلك ، فقد آثر أن يعطي الإمام الحسن عليهالسلام ما يريد ، معتمداً على ما بيَّته من نوايا الغدر والخيانة له ، ونكث عهده ونقض
____________________
(١) ولو مثل أن يأتي سهم غرب فيقتله أو يقتل ولده ، أو أن يتمكّن إنسان من التسلل إليه أو إلى مَن يحب فيقتله ، إلى غير ذلك من احتمالات.