التأسيس في الخمسين سنة الاُولى
هذا من جهة ، ومن جهة اُخرى فإنّ
التأمّل في الاُمور يعطي أنّ الخمسين سنة التي تلت استشهاد الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله كانت هي فترة
التأسيس لبقاء هذا الدين ، وإرساء قواعده العقديّة والفكريّة والسياسيّة لتجد
سبيلها إلى فكر ووعي الاُمم والأجيال المتعاقبة.
فكل ما يقال ويمارس في هذه الفترة لا
بدّ أن يكون له صدى وحضور في الفكر والعقيدة ، والسياسة والممارسة الدينية عبر
الدهور والعصور المتعاقبة ، فغياب الحق وأهله في هذه الفترة معناه غيابهما في
المراحل التي تليها ، وبمقدار ما يكون لهما حضور في فترة التأسيس فسيكون لهما حضور
في المراحل التالية ، وذلك لأنّ الأجيال والاُمم سوف تستقي من فترة التأسيس المشار
إليها ، حيث ستصبح المنبع والرافد للناس في جميع العصور والدهور في فكرهم وعقائدهم
، ودينهم ومفردات إيمانهم.
الحسنان عليهماالسلام
في فترة التأسيس :
وقد عاش الإمامان الحسن والحسين عليهماالسلام في هذه الفترة
بالذات ، وكان لا بدّ لهما فيها من التعاطي مع الاُمور بصورة تحقّق أمرين :
أحدهما
: حفظ الشيعة.
والثاني
: حفظ جهود الأنبياء بحفظ الدين الذي
جاؤوا به ، وبحفظ معالمه واُسسه ومبانيه في سياساته ، وفي عقائده ومفاهيمه ، ومن
أهمها وأخطرها موضوع الإمامة في مبانيها الفكرية والإيمانية