معاوية ، فإنه أبقاه
وأطلق يده ، وقال له : لا آمرك ولا أنهاك .. .
ليتصرف كيف يشاء من دون حساب ولا كتاب ، ولا سؤال ولا جواب.
فهو بعمله هذا تجاه عمّاله يشكّكهم في
أنفسهم ، ويشكك الناس بهم ، ويجعلهم مظنّة للخيانة ، ويواجههم بما يضعف شخصيتهم ، ولكنه
يرفع شأن معاوية ، ويعزز مقامه ، ويزيده شوكة وعظمة ونفوذاً ، بل هو قد كان إذا
نظر إليه يقول : هذا كسرى العرب .
ويقول عن عمرو بن العاص :
ما ينبغي لعمرو أن يمشي على الأرض إلاّ
أميراً .
بل
هو قد قال لأهل الشورى : يا أصحاب
محمّد ، تناصحوا .. فإنّكم إن لم تفعلوا غلبكم عليها عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي
سفيان .. .
____________________