وتوضيح ذلك يحتاج
إلى بسط في القول وفنون من البيان.
فنقول :
عظمة عمر بن الخطاب في العرب
لقد كان لعمر بن الخطاب مكانة عظيمة
وهيمنة على قلوب العرب ، فكان قوله فيهم كالشرع المتبع ، حتّى لقد رووا أنّ القرآن
قد نزل بموافقته مرات عديدة ، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك .
ومحبتهم له ترجع إلى عدة أسباب ، منها :
ما قام به من فتوحات استفادوا منها الأموال والمقامات والرياسات ، وحصلوا على
الحسناوات ، ومنها سياسة تفضيل العرب على غيرهم التي انتهجها وتوسّع فيها لتشمل
مختلف الجهات والحالات ، وقطع فيها شوطاً بعيداً ، فسقطت منزلة غير العرب لصالح
العرب كما أوضحناه في كتابنا «سلمان
الفارسي في مواجهة التحدّي».
معاوية الرجل المفضّل عند
عمر :
وكان معاوية بن أبي سفيان عاملاً على
الشام لعمر بن الخطاب ، فكان هو الرجل المفضّل والمدلل عنده ، حتّى إنه كان طيلة
فترة حكمه يحاسب جميع عماله في كل عام ، ويقاسمهم أموالهم ، ويُبقي مَن يُبقي
ويعزل مَن يعزل منهم ، ولا يبقي عاملاً أكثر من عامين ، باستثناء
____________________