فقلت
لها : أطلّقك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ...؟ إلخ .
ابنُ أبي أوفى فهم خطأً :
وأمّا ما رواه أحمد ، عن علي ، عن عاصم
، عن الهجري أن عبد الله بن أبي أوفى كان في جنازة ابنته ، فسمع امرأة تلتدم.
وقال
مرة : ترثي.
فقال
: مه ، ألم أنهكن عن هذا؟
إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان ينهى عن
المراثي. لتفض إحداكن من عبرتها ما شاءت .
أمّا هذه الرواية فإنّ سياق الكلام يشير
إلى أنّ الحديث إنما هو عن المراثي [التي كانت شائعةً] في تلك الأيام ، حيث إنّ
النساء كنّ ينحن بالباطل ، ويذكرن في نوحهن أموراً لا حقيقة لها وينسبنها للميت ، وقد
ورد النهي الأكيد عن ذلك.
وهذا هو الأنسب بقول ابن أبي أوفى : إنّ
رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان ينهى عن المراثي. وتكون كلمة «تلتدم»
خطأً ، وهي من تصرفات الرواة.
وحتّى لو كانت رواية تلتدم هي الأصح ، فإن
النهي عن المراثي لا يستلزم النهي عن اللدم واللطم.
____________________