إلى أهل السماء. قال عليهالسلام : «فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين؟ والله لأبي خير منّي» (١).
عن زيد بن أبي زياد قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله من بيت عائشة فمرّ على بيت فاطمة فسمع النبي صلىاللهعليهوآله حسيناً يبكي فقال : «أَلَمْ تَعْلَمِي أنَّ بُكاءَهُ يُؤْذيني؟» (٢)
فعلاقة النبي صلىاللهعليهوآله بولده الحسين عليهالسلام علاقة متميّزة وفريدة مليئة بالحبّ والعطف والحنان حتّى إنّ بكاءه كان يؤذيه. ومن خلال الحديث الشريف نرى أنّ النبي صلىاللهعليهوآله لا يتحمّل سماع بكاء ولده الحسين عليهالسلام أسفي عليك يا رسول الله لو كنت حاضراً في كربلاء كي ترى ماذا صنعت أُمّتك بولدك الحسين عليهالسلام ؛ حيث داست كلّ القيم والمبادئ وأدارت ظهرها لك يا رسول الله ولأحاديثك كأنّها وضعت أصابعها في آذانها كما صنعت الجاهليّة الأُولى ؛ حيث وضعوا أصابعهم في آذانهم حتّى لا يسمعوا كلام الله تعالى : (وإِنِّي كلّما دَعَوْتُهُم لتغِفرَ لَهُم جَعَلوا أصابعَهُم في ءَاذَانِهم واستغْشَوا ثيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكبْرَوُا استِكْباراً) (٣). إنّها تجربة جاهليّة ثانية
____________________
(١) مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٨٩.
(٢) أنساب الأشراف : ج ٣ ص ١٤٤ ؛ مجمع الزوائد : ج ٩ ص ٢٠٤ ؛ الفصول المهمّة : ص ١٦٩ ؛ المعجم الكبير : ج ٣ ص ١١٦ ح ٢٨٤٧ ؛ ينابيع المودّة : ص ٢٦٦ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ١٧١ ح ٣٥١٢ ؛ سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٤٠٥ رقم ٢٧٠ ؛ ذخائر العقبى : ص ٢٤٦ ؛ كفاية الطالب : ص ٣٨٩ ؛ نور الأبصار : ص ٢٢١.
(٣) سورة نوح : الآية ٧.