وقال عليهالسلام : «أيّها الناس اعلموا أنّ الدنيا دار فناء وزوال مُتغيّرة بأهلها من حال إلى حال. معاشر الناس عرفتم شرائع الإسلام وقرأتم القرآن وعلمتم أنّ محمّداً رسول الملك الديّان ووثبتم على قتل ولده ظلماً وعدواناً. معاشر الناس أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنّه بطون الحيَّات يشربه اليهود والنصارى والكلاب والخنازير وآل الرسول صلىاللهعليهوآله يموتون عطشاً؟».
وقوله عليهالسلام يعظ به أهل العراق : «الحمد لله خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال مُتصرّفة بأهلها حالاً بعد حال فالمغرور مَنْ غرّته والشقي مَنْ فتنته فلا تغرّنكم هذه الدنيا ؛ فإنّها تقطع رجاء مَنْ ركن إليها وتُخيّب طمع مَنْ طمع فيها. وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحلّ بكم نقمته وجنَّبكم رحمته فنعم الربّ ربّنا وبئس العبيد أنتم! أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد صلىاللهعليهوآله ثمّ إنّكم زحفتم على ذرّيته وعترته تريدون قتلهم! لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم. فتبّاً لكم ولما تريدون! إنّا لله وإنّا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين ... اتقوا الله ربّكم ولا تقتلوني ؛ فإنّه لا يحلّ لكم قتلي ولا انتهاك حرمتي ؛ فإنّي ابن نبيّكم وجدّتي خديجة زوجة نبيّكم ولعلّه قد بلغكم قول نبيّكم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة» (١).
____________________
استشهاد الحسين : ص ٩٧.
(٤) مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج ١ ص ٢٥٢.