إنّ من صفات الله تعالى العدل ؛ فلذلك جَعل يومَ المعاد يوماً للجزاء ولإحقاق الحقّ وإنّ الله تعالى يمهل ولا يهمل فإن لم ينتقم لعباده الصلحاء في دار الدُنيا فهو مقتصّ لهم من خصومهم في الآخرةِ وإنّه ناصرٌ مؤيَد لعبادهِ الصالحين. فقد روي أنّ قومَ نبي الله صالح قد عقروا ناقته فأنزل الله عذابه الربّاني عليهم بعد ثلاثة أيام (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (١).
عقروا ناقة نبيّه فأنزل غضبه عليهم منتصراً لنبيّه فكيف لا ينصرُ مَنْ ينبري للثأر من قتلة أولاد الأنبياء والأوصياء وهو ينتقمُ لِمَنْ ضحّى بدمه وآل بيته وأولاده من أجل بسط شريعة الله على الأرض والحكمُ بدستوره .. إنّ الله غضب للإمام الحسين عليهالسلام فكُسفت الشمس لمصرعه ومطرت السماء دماً عبيطاً ... وكادت الأرض أن تميدَ بأهلها. واشتدّ غضبه على البغاة العصاة يوم رفعوا رؤوس آل البيت على أسنة الرماح يطوفون بهم البلدان وسبوا بنات وحفيدات المصطفى نكاية بآل محمّد الذي هدم أصنامهم وقتل رجالهم العتاة البغاة الخارجين عن إرادة السماء.
____________________
(١) سورة هود : الآية ٦٥.