وأمّا الدليل الشرعي على الرؤيا في المنام فقد تطرّق القرآن الكريم وأشار إليها منها قوله تعالى : (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ للإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (١) و: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (٢) و: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ) (٣).
وذكر مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «مَنْ رآني في المنام فقد رآني ؛ فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي» (٤).
ولمّا كان الحسين عليهالسلام ملاحقاً من قبل عمّال يزيد بن معاوية ؛ لرفضه بيعة يزيد راح يشكو من ظلمه إلى قبر جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وقد ذكر أحمد بن أعثم في كتابه قائلاً : وخرج الحسين بن علي من منزله ذات ليلة وأتى إلى قبر جدّه صلىاللهعليهوآله فقال : «السلام عليك يا رسول الله أنا الحسين بن فاطمة أنا فرخك وابن فرختك وسبطك في الخلق الذي خلفت
____________________
(١) سورة يوسف : الآية ٤ و ٥.
(٢) سورة الصافات : الآية ١٠٢.
(٣) سورة الإسراء : الآية ٦٠.
(٤) صحيح مسلم : ج ٤ ص ٤٥١ ح ٢٢٦٦ ، باب قول النبي (عليه الصلاة والسلام) : «من رآني في المنام فقد رآني» بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٦٤٤ وفيه : «لا يتصوّر بي».