المصدق الحُسَيْنيُّ الكُوفيُّ دَخَلَ الأَنْدَلُس مُجاهِداً ، كذا في تارِيخِ الذَّهبيِّ ، واسْتَشْهدَ في بِلادِ بنِي حماد سَنَة أَرْبَعمائة وستّ وثَمَانِيْن ، وهو جَدُّ الحافِظ أَبي الخَطَّاب بن دحية لأُمِّه ، وهي أَمَةُ عبدِ الرَّحْمن ابنةُ محمدِ بنِ موسَى ، هذا ولذا كان يكتب في نَسَبِه ذو النَّسَبَيْن ، وقد ذَكَرْنا أَبا البَسَّام هذا في المشجرِ فرَاجِعْه.
[بسطم] : بِسْطامُ ، بالكسْرِ ، ابنُ قيسِ بنِ مَسْعودٍ الشَّيْبانيُّ.
قالَ الجوْهَرِيُّ : هو ليسَ مِن أَسْماءِ العَرَبِ ، وإنَّما سَمَّى قيسُ بنُ مَسْعودٍ ابنَه بِسْطاماً باسْمِ مَلِكٍ مِن مُلُوكِ فارِسَ ، كما سَمَّوا قابُوسَ ودَخْتَنُوس ، فعَرَّبُوه بكَسْرِ الباءِ.
قالَ ابنُ بَرِّي : إذا ثَبت أَنَّ بِسْطامَ اسْمُ رجُلٍ مَنْقول مِن اسمِ بِسْطام الذي هو اسمُ مَلِكٍ مِن مُلُوكِ فارِسَ فالوَاجِبُ تَرْكُ صَرْفِه للعُجْمةِ والتَّعْرِيفِ ، قالَ : وكذلِكَ قالَ ابنُ خَالَوَيْه لا يَنْبَغِي أَنْ يُصْرَفَ.
وبِسْطامُ : د بقُومِسَ على طَريقِ نَيْسابُورَ ، ويُفْتَحُ ، أَو هو لَحْنٌ أَي الفَتْح.
قالَ الصَّاغانيُّ : ولم يُرَ به رَمِدٌ ولا عَاشِقٌ وإن وردَهُ سَلا ، منه العارِفُ باللهِ تعالَى القطبُ أَبو يَزِيدَ طَيْفورُ بنُ عيسَى بنِ سروشان (١) الزّاهِدُ ، كان جَدّه مَجُوسِيّاً فأَسْلَم على يَدَيْ الإمام عليّ بن موسَى الرِّضَا ، وهذا هو المَعْروف بالأَكْبَر ، هكذا ضَبَطَه ابنُ خَلَّكان بفَتْح الباءِ وتَبِعَه الخفاجيُّ في شرْحِ الشفاءِ ولم يَذْكُر الكَسْر ، تُوفي سَنَة مِائَتَيْن وإحْدَى وسِتِّيْن ، ويقالُ : سَنَة مِائَتَيْن وأَرْبَع وسِتِّين ، وأَمَّا أَبو يَزِيدَ الأَصْغَر فهو طَيْفُورُ بنُ عيسَى بنِ آدَمَ بنِ عيسَى بنِ عليٍّ الزَّاهِد البسْطاميُّ يُشارِكُه في الكُنْية واسمِ أَبيهِ وجَدِّه وفي البَلَدِ.
وقالَ الذهبيُّ : أَبو شُجاع عَمْرٌو الحافِظُ مُحَدِّثُ بَلَخ المُتَوَفَّى سَنَة خَمْسمائَة واثْنَتَيْن وسِتِّيْن ، وأَخُوه أَبو الفَتْح محمدٌ عن أَبي الوخشيّ كَتَبَ عنه السَّمْعانيُّ ببَلخ ، ابْنَا محمدٍ البسْطَاميَّ.
وأَبو عليٍّ الحُسَيْنُ بنُ عيسَى بنِ حمْرَان القَوْمِسيُّ عن يونس بن محمدٍ المُؤَدِّب ، وعنه البُخارِيُّ في الوضوءِ ، المُحَدِّثُونَ.
وأَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ يوسفَ بنِ عبدِ الرَّحمن بنِ يوسفَ بنِ محمدِ بنِ بِسْطامِ البِسْطَاميُّ النَّهْروانيُّ ، رَوَى عنه أَبو بَكْرٍ الخَطِيْب ، تُوفي سَنَة أَرْبَعمائة وسَبْع عَشَرَةَ ، نِسْبَةٌ إلى جَدِّهِ السَّادِسِ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
أَبو عبدِ الله محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ محمدِ بنِ عَبْدوس بنِ إبْراهيمَ بنِ بِسَطامٍ البِسْطاميُّ الدَّقَّاق الحَرَّانيُّ ، مِن شيوخِ ابنِ جُمَيْع الغَسَّانيّ ، ذَكَرَه ابنُ الأَثيرِ.
[بشم] : البَشَمُ ، محرَّكةً : التُخمَةُ ، ورُبَّما بَشِمَ الفَصِيلُ مِن كَثْرةِ شُرْبِ اللَّبَنِ حتى يَدْقى سَلْحاً فَيَهْلِك.
وقيلَ : البَشَمُ أَنْ يُكْثِرَ مِن الطَّعامِ حتى يَكْرُبَه. وفي حَدِيْث الحَسَنِ : «وأَنْت تَتَجَشَّأُ مِن الشِّبَع بَشَماً».
وفي حَدِيْث سَمُرة بن جُنْدَب : وقيلَ له إنَّ ابنَكَ لم يَنَمِ البارِحَةَ بَشَماً ، قالَ : لو مَاتَ ما صلَّيْت عليه.
والبَشَمُ : السَّآمَةُ ، وهو مجازٌ ، وقد بَشِمَ ، كفَرِحَ ، مِن الطَّعامِ بَشَماً إذا اتَّخَمَ.
وبَشِمَ منه إذا سَئِمَ وأَبْشَمَهُ الطَّعامُ : أَتْخَمَهُ ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب للحَذْلميِّ :
ولم تَبِتْ حُمَّى به تُوصّمُهْ |
|
ولم يُجَشِّىءْ عن طَعام يُبْشِمُهْ |
كأَن سَفُّودَ حديدٍ مِعْصَمُهْ (٢)
والبَشَامُ ، كسَحابٍ : شَجَرٌ عَطِرُ الرَّائحةِ طَيِّبُ الطَّعْمِ.
وفي حَدِيْث عُتْبة بن غَزْوان : «ما لنا طَعامٌ إلَّا وَرَقَ البَشَامِ».
وقالَ أَبو حَنيفَةَ : يُدَقُّ وَرَقُهُ ويُخْلَطُ بالحِنَّاءِ يُسَوِّدُ الشَّعَرَ.
وقالَ مُرَّةُ : البَشَامُ شَجَرٌ ذُو ساقٍ وأَفْنانٍ ووَرَقٍ صِغارٍ أَكْبَر مِن وَرَقِ الصَّعْتَرِ ولا ثَمَرَ له ، وإذا قُطِعَت وَرَقَتُه أَو قُصِفَ غُصْنُه هُريقَ لَبَناً أَبْيض.
__________________
(١) في اللباب : «سروسان».
(٢) الرجز في اللسان والثاني في الصحاح ، قال ابن بري : الرجز لأبي محمد الفقعسي.