قلْتُ : من ذي رُعَيْن منهم : الحَسَنُ بنُ يَزيدِ بنِ دقا الرُّعَيْنيّ الكُحْلانيُّ.
ومَكْحولٌ : مَوْلًى للنبيِّ ، صلىاللهعليهوسلم ، أَوْرَدَه المُسْتَغْفريُّ في الصَّحابَةِ.
ومَكحولُ بنُ عبدِ اللهِ أَبو عبدِ اللهِ التَّابِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ كان هنديّاً من سَبْي كابُلَ لسعيدِ بنِ العاصِ فوَهَبَه لامْرأَةٍ مِن هُذَيْلِ فأَعْتَقَتْه بمِصْرَ ثم تحوَّلَ إلى دِمَشْق ؛ يَرْوِي عن أَنَس وابن عُمَرَ وواثِلَة بن الأسْقَع ، وإلى أمامَة ، وهو فَقيهُ الشَّامِ ورُبَّما دَلّسَ ، رَوَى عنه أَهْلُ الشامِ ، مَاتَ سَنَة ١١٢ بالشامِ ، وقيلَ : ثلاثَ عَشَرَة ، هذا نَصُّ ابن حَبَّان.
وقالَ الذَّهبيُّ في الكَاشِفِ : رَوَى عن عائِشَةَ وأَبي هُرَيْرَةَ مُرسَلاً ، وعنه الزُّبَيْرِيُّ والأُوْزاعيُّ وسعيدُ بنُ عبدِ العَزِيزِ.
وقالَ في الدِّيوانِ : حَكَى محمدُ بنُ سعدٍ : أَنَّه ضَعيفٌ ووَثَّقَه غيرُه.
وفاتَهُ :
مَكْحولُ بنُ عبدِ اللهِ الرُّعَيْنيُّ عن ابنِ عُيَيْنَة.
ومَكْحولٌ : فَرَس عليِّ بنِ شَبيبِ بنِ عامِرٍ الأَزْدِيِّ ، قالَ سراقةُ بنُ مرْدَاس البارِقِيّ :
سَبَق مكحولٌ وصَلّى نادرُ |
|
وخلّف المزنوقُ والمساورُ |
وكَحَلَةُ ، بالتحريكِ * : ماءٌ لجُشَمَ ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
والمُكْحُلَةُ ، بالضَّمِّ : ما فيه الكُحْلُ ، وهو أَحدُ ما جاءَ بالضَّمِّ من الأَدَواتِ ، كما في الصِّحاحِ ، وبابُه مِفْعَل بالكسرِ ، والجَمْعُ المَكَاحلُ ، ونَظيرُه المَدْهُن والمُسْعُط.
قالَ سِيْبَوَيْه : وليسَ على المكانِ إذ لو كانَ عليه لفتح لأنَّه من يَفْعُل.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت : ما كانَ على مِفْعَل ومِفْعَلة ممَّا يُعْتمَل به فهو مَكْسور الميمِ مِثْل مِخْزَر ومِبْضَع ومِسَلَّة ومِزْرَعة (١) ومِخْلاة ، إلَّا أَحْرفاً جاءَتْ نوادِر بضمِ الميمِ والعَيْن وهي : مُسْعُط ومُنْخُل ومُدْهُن ومُكْحُلة ومُنْصُل.
وتَمَكْحَلَ الرَّجُلُ : أَخَذَ مُكحُلَةً ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ. ومِن المجازِ : اكْتَحَلَ الرَّجُلُ : وَقَعَ في شِدَّةٍ بعدَ رخاءٍ ، نَقَلَه الفرَّاءُ.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
جاءَ مِن المالِ بكُحْلِ عَيْنَيْن أَي بقَدر ما يَمْلأُهما أَو يغَشِّي سَوادَهما ، وقَوْلُه أَنْشَدَه ابنُ الأعْرَابيِّ قالَ : وهو للبيدٍ فيمَا زَعَموا :
كَمِيش الإِزارِ يَكْحُل العينَ إِثْمداً |
|
وَيَغْدُو عَلَيْنَا مُسْفِراً غيرَ واجِمِ (٢) |
فسَّرَه فقالَ : أَي يَرْكَبُ فحْمَة اللّيل وسَوادِه ، وهو مجازٌ.
وكُحْل العُشْبِ : أَن يُرَى النَّبْت في الأُصُول الكِبارِ وفي الحَشِيْش مخْضَّراً إذا كان قد أُكِل ، ولا يقالُ ذلِكَ في العِضاه.
ومِن أَمْثالِهم : باءَتْ عَرَارِ بِكَحْلٍ ؛ إذا قُتِل القاتِلُ بمَقْتُولِه. يقالُ : كانا بَقَرَتين في بنِي إسْرائيل قُتِلَتْ إحْدَاهُما بالأُخْرَى ، ذَكَرَه الجوْهرِيُّ والأَزْهرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ ؛ وأَوْرَدَه المصنِّفُ في عَرَرَ ، وذكر كَحْل واجِبٌ هنا لا المَثَل.
وقالَ ابنُ بَرِّي : كَحْل اسمُ بَقَرَةٍ بمنْزِلَة دَعْد ، يُصْرَفُ ولا يُصْرَفُ ، فشاهِدُ الصَّرْف قَوْلُ ابن عنقاء الفَزَاريّ :
باءَتْ عَرارٌ بكَحْلٍ والرِّفاق معاً |
|
فلا تَمَنَّوْا أَمانيَّ الأَباطِيل (٣) |
وشاهِدُ تَرْك الصَّرْف قَوْلُ عبدِ اللهِ بنِ الحجَّاجِ الثَّعْلبيّ من بنِي ثَعْلَبَة بن ذُبْيان :
باءَتْ عَرارِ بكَحْلَ فيما بيننا |
|
والحقُّ يعرِفُه ذَوُو الأَلْبابِ (٤) |
واكْتَحَلَ عَيْنه وتَكَحَّل مِثْل كَحَل وكَحَّل ، ومنه :
ليسَ التَّكَحُّل في العَيْنَيْن كالكَحَل
والمُكْحُلَة ، بالضمِ : هذه الآلَةُ التي يُضْرَب بها بندقُ
__________________
(*) بالقاموس : «محركة» بدل : «بالتحريك».
(١) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : «ومِرْدَعة».
(٢) البيت في ديوان لبيد ط بيروت ص ١٩٣ وعجزه فيه :
سُرَاهُ ويُضْحي مُسْفِراً غَيرَ واجمِ
ورواية الأصل كاللسان.
(٣) اللسان.
(٤) شعراء ، أمويون ، في شعر عبد الله بن الحجاج ، ص ٣٠٠ وانظر تخريجه فيه ، واللسان.