ومن المجازِ : اكْتَحَلَتِ الأَرْضُ بالنَّباتِ والخُضْرةِ ، وكَحَّلَتْ تَكْحِيلاً ، وتَكَحَّلَتْ وأَكْحَلَتْ ، كأَكْرَمَتْ ، واكْحالَّتْ ، كاحْمارَّتْ ، وذلِكَ حينَ تُرِي أَوَّلَ خُضْرَةِ النَّباتِ ، كما في التَّهْذِيبِ والمحْكَم.
والأَكْحَلُ عِرْقٌ في اليَدِ ، أَي في وسطِ الذّراعِ يُفْصَدُ.
قالَ ابنُ سِيْدَه : يقالُ له النَّسا في الفَخِذ ، وفي الظَّهْر الأَبْهَر. أَو هو عِرْقُ الحَياةِ يُدْعى نَهْرَ البَدَن ، وفي كلِّ عضْوٍ منه شعْبَة له اسمٌ على حِدَةٍ ، فإذا قُطِعَ في اليَدِ لا يَرْقأً الدمُ ؛ ومنه الحدِيْث : «أَنَّ سعداً رُمي في أَكْحَلِه». ولا تَقُلْ عِرْقُ الأَكْحَلِ ، لأنَّه يلْزَم منه إضافَة الشيءِ إلى نَفْسِه.
قالَ شيْخُنا : وهم تابِعُون لأَبي العَبّاس في الفَصِيحِ ، لأنَّه مَنَعَ عِرْق النَّسا. وعَلَّلوه بما ذَكَرْنا وتَعَقَّبوه بأَنَّه من إضافَةِ العامّ إلى الخاص كشَجَرِ أَرَاك ونَحْوهِ ممَّا بَسَّطْناه في شرْحِ نَظْم الفَصِيحِ وغيرِه.
والمِكْحَلُ والمِكْحَالُ ، كمِنْبَرٍ ومِفْتاحٍ : المُلْمُولُ الذي يُكْتَحَلُ به ، كذا في الصِّحاحِ.
وفي المحْكَمِ : الآلَةُ التي يُكْتَحَلُ بها.
وفي التَّهْذِيبِ : المِيلُ يُكْحَل (١) به العَيْن مِن المُكْحَلة ؛ قالَ الشاعِرُ :
إذا الفَتَى لم يَرْكب الأَهوالا |
|
وخَالفَ الأَعْمام والأَخْوالا |
فأَعْطِهِ المِرْآة والمِكْحَالا |
|
واسْعَ له وعُدَّه عِيَالا (٢) |
والمِكْحالانِ : عَظْمان شاخِصانِ فيمَا يَلِي بَطْنَ (٣) الذّراعِ ، ونَصّ المحْكَمِ : ممَّا يلِي باطِنَ الذِرَاعَيْن من مركبِهما ، وقيلَ : هما في أَسْفلِ باطِنِ الذِراعِ ، أَو هما عَظْما الوَرِكَيْن من الفَرَسِ ، ونَصّ الصِّحاحِ : عَظْما الذِرَاعَيْن من الفَرَسِ.
والكُحَيْلُ ، كزُبَيْرٍ : النِّفْطُ يُطْلَى به الإِبِلُ للجَرَبِ وهو مَبْنيٌّ على التّصْغيرِ لا يُسْتَعْمل إلَّا هكذا ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيّ ؛ أَو هو القَطِرانُ يُطْلَى به الإِبِلُ.
ورَدّه الأصْمَعِيّ فقالَ : القَطِران إنَّما يُطْلَى به لِلدّبَر والقِرْدان وأَشْباه ذلِكَ ، وإنّما هو النِّفْطُ ، وأَنْشَدَ الصَّاغانيُّ لعَنْتَرة بنِ شَدَّاد :
وكأَنَّ رُبّاً أَو كُحَيلاً مُعْقَداً |
|
حشى الوقودُ بِه جَوَانِبَ قُمقُمِ (٤) |
وقالَ غيرُه :
مثل الكُحَيْل أَو عَقِيد الرُّبِّ
قالَ عليُّ بنُ حَمْزة : هذا مِن مَشْهور غَلَطِ الأصْمَعِيّ لأنَّ النِّفْط لا يُطْلَى به الجَرَب ، وإنَّما يُطْلَى بالقَطِران ، وليسَ القَطِران مَخْصوصاً بالدَّبَر والقِرْدان كما ذَكَرَ ؛ ويفسدُ ذلِكَ قَوْل القَطِران الشاعِر :
أَنا القَطِران والشُّعَراءُ جَرْبى |
|
وفي القَطِيران للجَرْبى شِفاءُ (٥) |
وكذلِكَ قَوْلُ القُلَّاخ المِنْقَري :
إِنِّي أَنا القَطِرانُ أَشْفي ذا الجَرَبْ
وفي الأساسِ : ومن المجازِ : هو أَسْود كالكُحَيْل المعقَّد وهو القَطِرانُ شُبِّه بالكُحْل في سَوادِه.
والكُحَيْل : ع بالجزيرَةِ ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
وكُحَيْلَةُ ، كجُهَيْنَةَ : ع ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.
ومُكْحُلْ مُكْحُلْ ، بضمِّهِما : دُعاءٌ للنَّعْجَةِ إلى الحَلْبِ ، عن ابنِ عَبَّادٍ ؛ قالَ : أَي كأَنَّها مُكْحُلَةٌ مُلِئَتْ كُحْلاً من سَوادِها ؛ قالَ : وكُحْلُ كُحَيْلَة ، بضمِّهِما : زَجْرٌ لها أَي سودُ سُوَيْدَة ، كما في العُبَابِ.
وكُحْلٌ ، كقُفْلٍ : ع ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.
وكُحْلان ، بالضَّمِّ : ابنُ شُرَيْحٍ ، أَبو قُبيلَةٍ مِن اليمنِ ، كما في العُبَابِ.
__________________
(١) في التهذيب : «تكحل».
(٢) اللسان.
(٣) في القاموس : «باطن» ومثله في اللسان.
(٤) من معلقته ، ديوانه ص ٢٢ برواية : «حشّ».
(٥) اللسان.