والغُفُلُ ، بضمَّتَيْن : هي الناقَةُ لا سِمَةَ عليها ، بالضمِ أَو لضرُورةِ الشِّعْرِ ، أَنْشَدَ ثَعْلَب قَوْلَ الرَّاجزِ :
لا عيشَ إلَّا كلُّ صَهْباءَ غُفُلْ |
|
تَناوَلُ الحوضَ إذا الحَوْض شُغِلْ (١) |
وقد أَغْفَلَها إذا لم يُسَمها فهو مُغْفِل ورجُلٌ مُغْفِلٌ ، كمُحْسِنٍ : صاحِبُ إبِلِ أَغْفالٍ.
وأَرْضٌ غُفْل : لم تُمْطَر ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ عن الكِسائي.
ورجُلٌ غُفْلٌ : لم يُجَرّب الأُمورَ ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ وتَخَدَّعه يَمِينه حَنَّثته (٢) فيها وهو غافِلٌ.
ومصحَفٌ غُفْل : جُرّد عن العَوَاشِر وغيرها.
وكتابٌ غُفْل : لم يُسَمّ واضِعُه.
وفي كتابِ سِيْبَوَيْه : ما أَغْفله عنك شَيئاً أَي دع الشَّكّ يأْتي ذِكْرها في ما آخر الكتابِ.
[غلل] : الغُلُّ والغُلَّةُ ، بضمِّهما ، والغَلَلُ ، محرَّكةً ، والغَلِيلُ كأَميرٍ : كُلُّه العَطَشُ أَو شِدَّتُه وحَرَارَتُه قَلَّ أَو كَثُرَ ، أَو حَرارةُ الجَوْفِ لَوْحاً وامْتِعاضاً ، وقد غُلَّ ، بالضَّمِ ، فهو غَليلٌ ومَغْلولٌ ومُغْتَلٌّ بَيِّن الغُلَّة.
وبعيرٌ غالٌّ وغَلَّانٌ : شَديدُ العَطَشِ ، وقد غَلَّ البَعيرُ يَغَلُّ بفتحِهما غُلَّةً واغْتَلَّ لم يَقْضِ رِيَّه.
قالَ شَيْخُنا : قَوْلُه بفتْحِهما ، هذا في الظاهِرِ ، وأَمَّا في الأَصْل فالمَاضِي مكْسورٌ كمَلَّ يَمِلُّ كما هو السّماعُ ، والقِياسُ لأَنَّ عَيْنَه ولامَه ليسَا أَو أَحدَهما حرفُ حلقٍ ، انتَهَى.
والغَليلُ : الحِقْدُ والحَسَدُ كالغِلِّ ، بالكَسر ، وأَيْضاً الضِّغْنُ والغِشُّ والعَدَاوةُ ، قالَ اللهُ تعالَى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ) (٣) (غِلٍّ).
قالَ الزَّجَّاجُ أَي لا يَحْسُدُ بعضُ أَهْلِ الجنَّةِ بعضاً في عُلُوِّ المَرْتبةِ ، لأنَّ الحَسَدَ غِلٌّ ، وهو أَيْضاً كَدَرٌ ، والجنَّةُ مبرَّأَةٌ من ذلِكَ وقد غَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ ، من حَدِّ ضَرَبَ ، غِلًّا إذا كانَ ذا غِشٍّ أَو ضَغْن وحقْدٍ. والغَلِيلُ : النَّوَى يُخْلَطُ بالقَتِّ ، وكذلِكَ بالعَجِيْن للنَّاقةِ ، وفي الصِّحاحِ : تُعلفُه النَّاقةُ ، تقولُ : غَلَلْت للنَّاقةِ ، وأَنْشَدَ لعلقمة.
سُلَّاءَة كعَصى النَّهْدِيِّ غُلّ لها |
|
ذو فَيْئة من نَوى قُرَّانَ مَعْجُوم (٤) |
قَوْلُه : ذو فَيْئة أَي ذو رَجْعَة ، يُريدُ أَنَّ النَّوَى عُلِفته الإِبِلُ ثم بَعَرته فَهو أَصْلَب ، شبّه به نُسورَها وامّلا سهابا بالنَّوَى الذي بَعَرتْه الإِبِلُ ، والنَّهْديُّ الشيخُ المُسِنّ فعَصَاه مَلْساء ، ومَعْجُوم : مَعْضُوض أَي عضَّته الناقةُ فرَمَتْه لصَلابَتِه ، ورُبمَّا سُمِّيَت حَرارَةُ الحُبِّ والحُزْنِ غَلِيلاً.
وأَغَلّ إغْلالاً : خانَ ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبْ :
جَزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابْنه نَوْفَلٍ |
|
جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانَةِ كاذبُ (٥) |
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي :
حَدَّثْتَ نفسَكَ بالوَفاءِ ولم تكن |
|
للغَدْر خائِنة مُغِلّ الإصْبَعُ (٦) |
ومنه الحدِيثُ : «لا إغْلالَ ولا إِسْلال» أَي لا خِيانَة ولا سَرِقَة ، ويقالُ : لا رشْوة ، كما في الصِّحاحِ ، وقد ذُكِرَ في سَلَّ.
وقالَ نَصِيرُ الرَّازيّ : أَغَلَّ إبِلَهُ إِغْلالاً : أَساءَ سَقْيَها فلم تَرْوَ ، وصَدَرَت غَوالَّ ، الواحِدَةُ غالَّة.
وقالَ الأَزْهَرِيُّ : أَغْلَلْت الإِبِلَ إذا أَصْدَرْتها ولم تَرْوها ، بالغَيْن ، وهي حَرارَةُ العَطَشِ ، وقد رَوَاه أَبو عُبَيْدٍ عن أَبي زَيْدٍ بالعَيْن المُهْمَلةِ وهو تَصحيفٌ وقد تقدَّمَ ، وقد غَلَّتْ هي وهي غالَّةٌ مِن إِبِلٍ غَوالّ.
وأَغَلَّ الجازِرُ في الجلْدِ إذا أَخَذَ بعضَ اللّحْمِ والشَّحْمِ في السَّلْخِ وتَرَكَ بعضه مُلْتزِقاً بالجلْدِ.
__________________
(١) اللسان.
(٢) كذا ، وعبارة الأساس : وتَغَفّلته يمينه : حنثته فيها وهو غافل.
(٣) الحجر الآية ٤٧.
(٤) لعلقمة بن عبدة ، مفضلية ١٢٠ بيت رقم ٥٤ واللسان والصحاح ويروي عجزه :
منظم من نوى قرآن معجوم
(٥) شعراء إسلاميون ، شعر النمر ، ص ٣٣٢ وفيه : جمرة بدل حمزة ، وانظر تخريجه فيه ، واللسان والمقاييس ٤ / ٣٧٦ والصحاح والتهذيب ١٦ / ٩٢.
(٦) اللسان.