وهوَ ضَرْبُ من اليَقْطين كما قالَهُ أَبُو حَنِيْفة قالَ : وأَخْبَرَنِي بعضُ الأَعْرَابِ أَن طَعْمَ (١) ورَقِه كالقَرْنْفُلِ وريحَه طَيِّبَةٌ وهم يَمْضَغُونَه ، زَادَ غيرُه : بقَليلٍ من كِلْسٍ وفوفل فيَنْتَفِعُون به في أَفْواهِهِم ويصْبَغُ الأَسْنانِ صَبِغاً أَحْمر وهو مُشَةٍ للطَّعامِ مُطْرِبٌ باهِيُّ مُقَوِّ للَّثَةِ والمَعِدَةِ والكَبِدِ ويكسر الرياح ويطيب الجشاء وهو خَمْرُ الهِندِ يُمازِجُ العَقْلَ قليلاً وهم يُحِبُّون تَنَاوله في أَكْثرِ أَوْقاتِهِم ويَفْتَخِرُون بذلِكَ وعصَارَة ورَقِه مع الشَّرَابِ يَجْلُو البَهَق وهو يَنْبُتُ كاللُّوبياءِ ويَرْتَقِي في الشَّجَرِ وما يُنْصَبُ له وهو ممَّا يُزْدَرِع ازْدِرَاعاً بأَطْرَافِ بلادِ العجمِ من نَواحِي عُمَانَ قالَهُ أَبُو حَنِيْفة. وقالَ ابنُ سِيْنا : هي أَوْراقُ شجرةٍ تَنْبتُ في الهندِ ، وفي موضِعٍ يقالُ له النَّغْر ورَقُه شَبِيهٌ بورَقِ الليمونِ. والتُّمَيْلَةُ : كجُهَيْنَةَ دابَّةٌ حِجازِيَّة كالهِرَّةِ عن اللَّيْثِ ، أو هي عَناقُ الأَرْضِ وهي التفة عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : ويقالُ لذِكْرِها الفُنْجُلُ (٢) ج تِمْلانٌ بالكسرِ وتُمَيْلَاتٌ وهذه عن اللَّيْثِ ، وأَبُو تُمِيْلَةَ يَحْيَى بنُ واضِح الأَنْصارِيُّ محدِّثٌ مَرُوزيُّ رَوَى عن الحُسَيْنِ بنِ وَاقدٍ وعنه يَعْقُوب بنُ إبْرَاهيم الدورقي كذا في الكُنَى للمزي وفي الكاشِفِ للذَّهبيِّ : هو مَوْلَى الأَنْصَار حافِظٌ صَدُوقٌ رَوَى عن ابنِ إسْحق ، وعنه أَحْمد وابنُ أَبي شِيْبَة.
وفَاتَه محمَّد بن أَبي تميْلَة عَبْد رَبّه بن سُلَيْمن بن أَبي تميْلَةَ المَرُوزِيّ عن محمّدِ بنِ شُجَاع ، وعنه عَبْدُ الله بن مَحْمُود مَاتَ سنة ٢٥٠.
[تمهل] : اتْمَهَل الشيءُ اتْمِهْلالاً طال ، واشْتَدّ أَو اعْتَدَلَ عن أَبي زَيْدٍ يقال انه لمتمهل القوام.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
اتْمَهَلَّتِ الرَّوْضةُ طالَ نَبْتُها. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : أخذت حُرُوف المَهَلِ مع التاءِ فبُني منها رُبَاعيّ فيه مَعْنَى السَّبقِ في البُسُوقِ تقُولُ : اتْمَهَلَّ (٣) في المجْدِ واتْمَهَلّ في الشَّرَفِ.
قُلْتُ : وسَيَأْتي للمصنِّفِ في «م ه ل».
[تنبل] : التِّنْبَلُ كدِرْهَمٍ وقِرْطاسٍ وقِرْطاسَةٍ وزُنْبورٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ. وقالَ غيرُهما : هو القَصيرُ قال شيْخُنا : التِّنْبَلُ كدِرْهَمٍ يلحق بنظائِرِ مِيْزانِه كالتِّنْتلِ الذي بعْدَه والتاءُ في تِنْبَال زائِدَةٌ اتِّفاقاً. وفي المُحْكَمِ : هو رُبَاعِيُّ على مذْهَبِ سِيْبَوَيْه لأنَّ التاءَ لا تُزَدادُ أَوَّلاً إلَّا بثَبْتٍ وكذلك النونُ لا تُزَادُ ثانيةً إلَّا بذلك. وعنْدَ ثَعْلَب : ثُلاثيُّ وذَهَبَ إلى زيادَةِ التاءِ ويشْتَقّه من النَّبَلِ الذي هو الصَغرُ ، ورَوَاه أَبو تُرَابٍ في باب الباءِ والتاءِ من الاعْتِقابِ وذَكَرَه الأَزْهَرِيُّ في الثّلاثيّ وجَمْعه التَّنَابِيل وأَنْشَدَ لكَعْبٍ :
يَمْشُون مَشْيَ الجِمَالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُم |
|
ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ(٤) |
أي القِصَارُ.
والتَّنْبُلُ كَتنْضُبٍ والتانَبولُ لُغَتانِ في التامولِ لليَقْطينِ الهِنديِّ وتَقَدَّمَ بيانُه قَرِيبا في «ت م ل» ولقَدْ أَبْدَعَ البدر الدماميني حيْثُ قالَ :
بعثتُ بأوراقٍ من التنبلِ الذي |
|
نراه بأرضِ الهندِ قاطبةً قوتا |
إذا مضغ الانسانُ منه وُرَيْقةً |
|
تُقُلّب في فيه عقيقاً وياقوتاً |
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
التنبولي : بائِعُ التِّنْبَلِ والتَّنْبَلُ : كجَعْفَرٍ البَلِيدُ الثَّقِيْلُ الوَخِمُ لُغَةٌ عامِيَّة.
وتَنْبَل اسمُ مَوْضِعٍ قالَ الأَخْطَل :
عَفَا واسِطٌ من آل رَضْوَى فتَنْبَلُ |
|
فمُجْتَمَعُ الحُرَّيْن فالصَّبرُ أَجْمَلُ (٥) |
[تنتل] : التَّنْتَلُ كدِرْهَمٍ والتَّنْتَالَةُ بالكسرِ أهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ. وقالَ غيرُهما : هو القَصيرُ من الناسِ. والتَنْتَلُ مُلْحقٌ بنظائِرِه وقد يُسْتدركُ به وبما مَرَّ على بحرق في شَرْحِ اللَّامِيةِ.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
تنتلة موضِعٌ في أَرْضِ غَطَفانَ قالَهُ نَصْر.
والمتنتلةُ : البيضةُ المذرة ذَكَرَه الأَزْهَرِيُّ في الرُّباعِيّ.
__________________
(١) في القاموس : طعمُ بالضم ، وقد تصرف الشارح بالعبارة فاقتضى نصبها.
(٢) في التكملة : الغنجل بالغين المعجمة.
(٣) في الأساس : تَمَهّلَ.
(٤) اللسان.
(٥) اللسان.