وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : الضَّبُع فيها غُبْرةٌ (١) وشُكْلَة لَوْنَانِ فيه (٢) سَوادٌ وصُفْرةٌ سَمِجَةٌ.
واسمُ اللَّوْنِ الشُّكْلَةُ ، بالضمِ ، ومنه الشُّكْلَةُ في العَيْنِ وهي كالشُّهْلَةِ.
ويقالُ : فيه شُكْلَةٌ من سُمْرةٍ وشُكْلَةٌ من سَوادٍ.
وعَيْنٌ شَكْلاءُ : بَيِّنَةُ الشَّكَلِ ؛ ورجُلٌ أَشْكَلُ العَيْنِ ، وقد أَشْكَلَتْ.
وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : الشُّكْلَةُ كهَيْئةِ الحُمْرةِ تكونُ في بياضِ العَيْنِ ، فإذا كانَتْ في سَوادِ العَيْنِ فهي شُهْلَةٌ ؛ وأَنْشَدَ :
ولا عَيْبَ فيها غَيْر شُكْلَة عَيْنِها |
|
كذاك عِتَاقُ الطَّيْرِ شُكْلٌ عُيُونُها (٣) |
عِتَاقُ الطَّيْرِ : هي الصُّقُورُ والبُزَاةُ ولا تُوصَفُ بالحُمْرةِ ، ولكنْ تُوصَفُ بزُرْقةِ العَيْنِ وشُهْلتِها. قالَ : ويُرْوَى هذا البَيْت : غَيْرَ شُهْلَةِ عَيْنِها.
وقيلَ : الشُّكْلَةُ في العَيْنِ الصُّفْرةُ التي تُخَالِط بياضَ العَيْنِ التي حَوْلَ الحَدَقَةِ على صِفَةِ عَيْنِ الصَّقْرِ ، ثم قالَ : ولَكِنّا لم نَسْمَعْ الشُّكْلَةَ إلّا في الحُمْرةِ ولم نَسْمَعْها في الصُّفْرةِ.
وفي الحدِيثِ : كانَ رَسُولُ الله ، صلىاللهعليهوسلم ، ضَلِيعَ الفَمِ أَشْكَلَ العَيْنِ مَنْهُوسَ العَقِبَيْن ؛ قالَ ابنُ الأَثيرِ : أَي في بياضِها شيءٌ من حُمْرةٍ وهو مَحْمودٌ مَحْبوبٌ.
وقيلَ : أَي كانَ طَويلَ شَقِّ العَيْنِ ، هكذا فَسَّرَه سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ ورَوَى عنه شعْبَة.
قالَ ابنُ سِيْدَه : وهذا نادِرٌ.
وقالَ شَيْخُنا : هو تَفْسيرٌ غَرِيبٌ نَقَلَه التَّرْمذيّ في الشَّمَائِلِ عن الأَصْمَعِيِّ وتَعَقَّبَه القاضِي عِيَاض في المشارِقِ وتلميذُه في المطالِعِ ، وابنُ الأَثيرِ في النِّهايةِ ، والزَّمَخْشَرِيُّ في الفائِقِ وغيرُهم. وأَطْبَقَ أَئِمَّةُ الحدِيثِ على أَنَّه وَهْمٌ مَحْضٌ وأَنَّه لو ثَبَتَ لُغَةً لا يصحُّ في وَصْفِه صلىاللهعليهوسلم ، لأَنَّ طُولَ شَقِّ العَيْنِ ذَمٌّ مَحْضٌ ، فكيفَ وهو غيرُ ثابِتٍ عن العَرَبِ ولا نَقَلَه أَحَدٌ من أَئِمَّةِ الأَدَبِ وأَنّه من المصنِّفِ لمن أَعْجَبِ العَجَبِ.
وشَكَلَ العِنَبُ : أَيْنَعَ بَعْضُهُ أَو اسْوَدَّ وأَخَذَ في النُّضْجِ كتَشَكَّلَ ، وشَكَّلَ تَشْكِيلاً كما في المُحْكَمِ.
وشَكَلَ الأَمْرُ : الْتَبَسَ ، وهذا قد تقدَّمَ فهو تِكْرَارٌ.
ومن المجازِ : شَكَلَ الكِتابَ شَكْلاً : إذا أَعْجَمَهُ ، كقَوْلِكَ : قَيَّدَهُ من شكَالِ الدَّابَّةِ.
وقالَ أَبُو حاتِمٍ : شَكَلَ الكِتابَ فهو مَشْكُولٌ إذا قَيَّدَه بالإِعْرابِ وأَعْجَمَهُ إذا نَقَطَه ، كأَشْكَلَهُ كأَنَّه أَزَالَ عنه الإشْكالَ والالْتِبَاسَ ، فالهَمْزَةُ حيْنَئِذٍ للسَلبِ. قال الجَوْهَرِي : وهذا نَقَلْته من كتابٍ من غيرِ سماعٍ.
وشَكَلَ الدَّابَّةَ يَشْكُلُها شَكْلاً : شَدَّ قَوائِمَها بحَبْلٍ كشَكَّلَها تَشْكِيلاً ؛ واسمُ ذلِكَ الحَبْل (٤) الشِّكالُ ، ككِتابٍ ، وهو العِقَالُ ، ج شُكُلٌ ككُتُبٍ ، ويخفَّفُ.
وفَرَسٌ مَشْكُولٌ : قُيِّدَ بالشِّكَالِ ؛ قالَ الرَّاعِي :
مُتَوَضّحَ الأَقْرَابِ فيهِ شَهُوبَةٌ |
|
نَهِشَ اليدينِ تَخَالُهُ مَشْكُولاً(٥) |
وقالَ الأَصْمَعِيُّ : الشِّكالُ في الرَّحْلِ : خَيْطٌ يوضَعُ بين التَّصْديرِ والحَقَبِ ، لكَيْلَا يَدْنو الحَقَبَ من الثِّيلِ ، وهو الزِّوارُ ، أَيْضاً عن أَبِي عَمْرٍو. وأَيْضاً : وِثاقٌ بين الحَقَبِ والبِطانِ ؛ وكذلِكَ الوِثاقُ بين اليَدِ والرِّجْلِ.
ومن المجازِ : الشِّكالُ في الخَيْلِ أَنْ تكونَ ثَلاثُ قَوائِمَ (٦) منه مُحَجَّلَةً والواحِدَةُ مُطْلَقَةً ؛ شبِّه بالشِّكَالِ وهو العِقَالُ ؛ لأَنَّ الشِّكالَ إنَّما يكونُ في ثَلاثِ قَوائِمَ ؛ وقيلَ عَكْسُهُ أَيْضاً ، وهو أَنَّ ثَلاثَ قَوائِمَ منه مُطْلَقَة والواحِدَة مُحَجَّلَة ، ولا يكونُ الشِّكالُ إلَّا في الرَّجْلِ.
والفَرَسُ مَشْكولٌ ، وهو مَكْرُوهٌ ، لأَنَّه كالمَشْكولِ صُورَةً تَفَاؤُلاً ، ويمكنُ أَنْ يكونَ جَرَّب ذلِكَ الجِنْس فلم تكُنْ فيه
__________________
(١) في اللسان والتهذيب «غثرة» بالثاء المثلثة ، وانظر فيهما مادة غثر.
(٢) قوله «فيه» كذا بالأصل واللسان والتهذيب ، إن عاد الضمير للضبع فهي مؤنثة ، ولعله أعاده باعتبار الحيوان فذكّره.
(٣) اللسان والتهذيب.
(٤) في القاموس : «واسمُ الحبلِ» بحذف لفظة ذلك.
(٥) ديوانه ط بيروت ص ٢٤٠ برواية : «فيه شهبة» وانظر تخريجه فيهِ.
(٦) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «القوائم منه».