كالشَّخِيلِ كأَميرٍ ، بمعْنَى الصَّدِيق ، يقالُ : هو شخْلُه وشَخِيلُه أَي صَفِيُّهُ.
وقد شَاخَلَهُ مُشَاخَلَةً إذا صافَاهُ.
والمِشْخَلُ والمِشْخَلَةُ ، بكسرِ ميمِهِما ، المِصْفاةُ ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : هي عَرَبيةٌ صَحِيحَة وإن كانت مُبْتَذَلةً (١). وقالَ ابنُ فارِس : الشِّيْن والخاءُ واللامُ ليْسَ بشيءٍ.
[شدل] : شادِلٌ كصاحِبٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.
وقالَ الصَّاغانيُّ : هو عَلَمٌ.
ومحمدُ بنُ شادِلِ بنِ عليِّ النَّيْسابورِيُّ صاحِبُ اسحقَ بنِ راهويه ، كذا في التَّبْصِيرِ (٢).
وشادِلَةُ بهاءٍ : ة بالمَغْربِ قُرْبَ تونس كما في لطائِفِ المِنَنِ ؛ أو هي بالذَّالِ المعْجَمَةِ ، قال شيْخُنا وقد أَنْكَرُوه وتَعَقَّبُوه ؛ منها السَّيِّدُ القطبُ الإِمامُ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الجبارِ بنِ تَمِيمِ بنِ هرمز بنِ حاتِمِ بنِ قصيِّ بنِ يونس بنِ يوشع بنِ وردِ بنِ أَبي بَطَّال عليّ بن أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ عيسى بنِ إِدْريس بنِ عُمَرَ بنِ إِدْريس بنِ إِدْريس بنِ عبدِ الله بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي طالِبِ الحسنيّ الإِدْرِيسيّ الشادِلِيُّ (٣). قدسسره ونفعنا به آمِين. أُسْتاذُ الطَّائِفَةِ العلِيَّةِ الشَّادِلِيَّةِ (٤) من صُوفِيَّة الإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَي لمَّا وَرَدَ من المَغْربِ نَزلَ بها.
قالَ شيْخُنا : وقد رَدَّ ذلِكَ شيخُ مشايخِنِا أَبُو عليِّ الحَسَنُ بنُ مَسْعودٍ اليومي في شرحِ دَالِيَّتِه حيثُ قالَ الشَّيخ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبدِ الجبارِ الزرويلي : ونُسِبَ إلى شادِلَة لأَنَّه كان يَعَبَّدُ فيها وليْسَ منها كما توهَّمَ صاحِبُ القَامُوسِ واقْتَفَى أَثَرَه تلميذُهُ شيْخنا الإمامُ أَبُو عبدِ الله محمدُ بنُ المسناوي وأَقَرَّه على ما قالَهُ ، وله رَضِيَ الله تعالَى عنه تَرْجمةٌ مَبْسوطَةٌ في لطائِفِ المِنَنِ وغيرِه ؛ وُلِدَ رَضِيَ الله تعالى عنه في سَنَة ٥٩١ ، ويقالُ : سَنَة ٥٩٣ ، بقَرْيةِ غمارة من قُرَى أَفْرِيقية بالقُرْبِ من سَبْتَه ، ثم انْتَقَلَ إلى تُونُس وسكَنَ شادِلَةَ من قُرَى أَفْرِيقية ، ودَخَلَ الشَّرْق وتُوفي بصَحْراء عِيْذَاب سَنَة ٦٥٦ في شَهْرِ ذي القعْدَةِ أَو شَوَّال ؛ وفيهم يقُولُ الأسْتاذُ العارِفُ بالله تعالَى تاجُ الدِّين أَبُو الفَضْل وأَبُو العَبَّاسِ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الكَرِيمِ بنِ عَطاءِ الله الكنْدَرِيّ صاحِبُ كتابِ التَّنْوير في إسْقاط التَّدْبير شارِحُ الحِكَمِ (٥) وغيرهما ، المُتَوَفَّى بمِصْرَ سَنَة ٧٠٩ ، وقد أَخَذَ عن أَبي العَبَّاسِ المرسيّ وغيرِه :
تَمَسَّكْ بحُبِّالشادِلِيَّةِ(٦) تَلْقَ ما |
|
تَرومُ فحقِّقْ ذاكَ منهم وحَصِّلِ |
ولا تَعْدُوَنْ عَيْناكَ عنهم فإنَّهُم |
|
نُجُومُ هُدًى في أَعْيُنِ المُتأمِّلِ(٧) |
* * *
ولا تَحْتَجِب عَنْهُم بلِبِسِ لباسِهِم |
|
فأنوارُهُم في السِّرّ تعلو وتَنْجَلي |
وجاهد تشاهد كي تَرَاهُم حقيقةً |
|
فما فُقِدُوا كلا ولكِنْ بِمَعْزلِ |
وقالَ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ عُمَرَ القُرَشِيُّ المخائي الشادِليُّ :
أَنا شادِلِيّ ما حُيِيْتُ وإِن أَمُتْ |
|
فمَشُورَتي في الناسِ أَنْ يَتَشَدَّلوا |
وقالَ غيرُه :
تَمَسَّكْ بحُبِّ الشادِلِيِّ فإنَّه |
|
له طرق التَّسْليك في السِّرِّ والجَهْرِ |
أَبُو الحَسَنِ السَّامي على أَهلِ عَصْرِهِ |
|
كَرَامَاته جَلتْ عن العدّ والحَصْرِ |
وقالَ غيرُه :
تَمَسَّكْ ؛ بحُبِّ الشادِلِيِّ فتَلْقَ ما |
|
تَرومُ وحَقِّقْ ذا المناط وحَصِّلا |
تَوَسَّلْ به في كلِّ حالٍ تُريدُه |
|
فما خَابَ من يَأْتي به مُتَوَسِّلا |
__________________
(١) عبارة الجمهرة : فأما قولهم : شخّل الرجل : صفيه ، فعربي صحيح وإن كان قد ابتذل.
(٢) انظر التبصير ٢ / ٧٦٤.
(٣) في القاموس : الشاذِليُّ : بالذال المعجمة.
(٤) في القاموس : الشاذِليَّةِ ، بالذال المعجمة.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : شارح الحكم ، والحكم له أيضاً».
(٦) في القاموس الشاذلة ، بالدال المعجمة.
(٧) من شواهد القاموس ، وفي القاموس : «تَردمُ هُدىً».