الفَسِيلَ فهي لا نَرْهَبها عليها ، وإِن انْصَبَّ الليلُ من ورائِها وأَقْبَلَ.
وأَحَالَ في ظَهْرِ دابَّتِه وثَبَ واسْتَوَى رَاكِباً كحالَ (١) حُؤُولاً.
وأَحَالَتِ الدَّارُ : تَغَيَّرتْ وأَتَى عليها أَحْوالٌ جَمْعُ حَوْلٌ بمعْنَى السَّنَةِ كأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها ، وكذلِكَ أَعامَتْ وأَشْهَرَتْ كذا في المُحْكَمِ والمُفْرَدَاتِ. وفي العُبَابِ أَحالَتِ الدَّارُ وأَحْوَلَتْ أَي أَتى عليها حَوْلٌ ، وكذلِكَ الطَّعام وغَيْره فهو مُحِيلٌ ، قالَ الكُمَيْتُ :
أَلَم تُلْممْ على الطَّلَل المُحِيل |
|
بفَيْدَ وما بُكَاؤُك بالطُّلول؟ (٢) |
ويقالُ أَيْضاً أَحْوَلَ فهو مُحْولٌ ، قالَ الكُمَيْتُ أَيْضاً :
أَأَبْكاكَ بالعُرُف المَنْزِلُ |
|
وما أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِل؟ (٣) |
وقالَ امرُؤُ القَيْسِ :
من القاصِرَات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ |
|
من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها الْأَثَّرا (٤) |
وأَحْوَلَ الصبِيُّ فهو مُحْوِلٌ أَتَى عليه حَوْلٌ من مَوْلِدِه ، قال امرُؤُ القَيْسِ :
فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائِمَ مُحْوِلِ (٥)
وقيلَ : مُحْوِل صغيرٌ من غيرِ أَن يُحَدَّ بحَوْلٍ.
والحَوْليُّ : ما أَتَى عليه حَوْلٌ من ذي حافِرٍ وغيرِه ، يقالُ : حملٌ حَوْليٌ ، ونَبْتٌ حَوْليُّ كقَولِهم فيه نبْتَ عامِيُّ ، ونصُّ العُبَابِ : وكلُّ ذي حافِرٍ أَوْ فَي سَنَة حَوْليُّ ، وهي بهاءٍ ج حَوْليَّاتٌ.
والمُسْتَحالَةُ والمُسْتَحيلَةُ من القِسِيِّ المُعْوَجَّةُ في قابِها أَو سِيَتها ، وَقد حالَتْ حَوْلاً وحَالَ وَتَرُ القَوْسِ زَالَ عندَ الرَّمي ، وحالَتِ القَوْسُ وَتَرَها.
وفي العُبَابِ : اسْتَحالَتِ القَوْسُ انْقَلَبَتْ عن حَالِها التي غُمِزَت عليها وَحَصَلَ في قابِها اعْوِجاجٌ مِثْل حالَتْ ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
وحالَتْ كحَوْل القَوْس طُلَّتْ فعُطِّلَتْ |
|
ثَلاثاً فأَعْيا عَجْسُها وظُهَارُها (٦) |
يقولُ : تَغَيَّرت هذه المرْأَةُ كالقَوْسِ التي أَصَابَها الطَّلُّ فندِيَتْ ونُزِعَ عنها الوَتَر ثَلاثَ سِنِين فَزاغَ عَجْسُها واعْوَجَّ.
والمُسْتَحالَةُ من الأَرْضِ التي تُرِكَتْ حَوْلاً أَو أَحْوالاً ، كذا في النسخِ ، وفي بعضِها : أَوْ حَوْلَينِ ، ونصّ المُحْكَم : وأَحْوالاً ، وفي حدِيثِ مجاهِدٍ : «أَنَّه كانَ لا يَرَى بأْساً أَن يتَوَرَّكَ الرجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى في الأَرْضِ المُسْتَحيلَةِ في الصَّلاةِ».
قالَ الصَّاغَانيُّ : هي التي ليْسَتْ بمُسْتَوية لأنَّها اسْتَحالَتْ عن الإِسْتِواءِ إِلى العِوَجِ وكلُّ ما تَحَوَّلَ أَو تَغَيَّر ، من الإِسْتِواءِ إِلى العِوَجِ فقد حالَ ، واسْتَحالَ ، وفي نسْخَةٍ : كلُّ ما تَحَرَّكَ أَو تَغَيَّر ، وفي العُبَابِ : كلُّ شيءٍ تَحَوَّلَ وتَحَرَّك فقد حالَ ، ونصّ المُحْكَمِ : كلُّ شيءٍ تَغَيَّر إِلى العِوَجِ فقد حالَ واسْتَحالَ.
وقالَ الرَّاغِبُ أَصْلُ الحَوْلِ تَغَيَّر الشيءِ وانْفِصَاله عن غيرِه ، وباعْتِبارِ التَّغيُّرِ قيلَ ، حالَ الشيءُ يَحُولُ حَوْلاً وحُؤُولاً ، واسْتَحَالَ تَهَيَّأَ لأَنْ يحولَ وبلِسَانِ (٧) الانْفِصَالِ قيلَ : حالَ بَيْنِي وبَيْنك كذا.
والحَوْلُ والحَيْلُ والحِوَلُ كعِنَبٍ والحَوْلَةُ والحِيلَةُ بالكسرِ والحَويلُ كأَميرٍ والمَحالَةُ والمَحالُ والإِحْتيالُ والتَّحَوُّلُ والتَّحَيُّلُ إِحْدَى عَشَرَة لُغَةٍ أَوْرَدَها ابنُ سِيْدَه في المْحكَمِ ما عَدا الرَّابعَة والسَّابِعَة ، وفاتَتْه المحيلة عن الصَّاغَانيّ ، وكذا الحُولةُ بالضم عن الكِسَائي ، كلُّ ذلِكَ الحِذْقُ وجَوْدَةُ النَّظَرِ والقُدْرَةُ على دِقَّةِ التَّصَرُّفِ.
وفي المِصْبَاحِ : الحِيْلَةُ : الحِذْقُ في تَدْبيرِ الأُمُورِ وهو تَقَلُّبُ (٨) الفكْرِ حتى يَهْتَدِي إِلى المَقْصُودِ.
__________________
(١) عن القاموس ، ومثله في اللسان ، وبالأصل «كخال» بالخاء المعجمة.
(٢) اللسان وصدره في الصحاح.
(٣) اللسان والصحاح.
(٤) ديوانه ط بيروت ص ٩٦ واللسان.
(٥) من معلقته وصدره في ديوانه ص ٣٥.
فمثلك حبلى قد طرقتُ ومرضعٍ
والعجز في التهذيب واللسان.
(٦) ديوان الهذليين ٢ / ٢٩ برواية : «وعطلّت ... فزاغ عجسها» واللسان والصحاح.
(٧) في المفردات : وباعتبار الانفصال.
(٨) المصباح : تقليبُ الفكر.