والمُتَوَّقُ ، كمُعَظَّمٍ : الكَلامُ الباطِلُ ، كما في اللِّسانِ.
قلتُ : أَو هُوَ تَصْحِيفُ المَبُوَّقِ ، بالمُوَحَّدةِ.
وفي حَدِيثِ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ ـ رضياللهعنهما : «كانَتْ ناقَةُ رَسُولِ الله صلىاللهعليهوسلم مُتَوَّقَةً» كذا رَواهُ بالتاءِ ، فقِيلَ له : ما المُتَوَّقَةُ؟ فقال : مِثْلُ قَوْلِكَ : فرَسٌ تَئِقٌ ، أَي : جَوادٌ ، قال الحَرْبِيُّ : وتَفْسِيرُه أَعْجَبُ من تَصْحِيفِه ، وإِنّما هي مُنَوَّقَةٌ ، بالنّون ، وهِيَ الّتِي قد رِيضَتْ ، وأُدِّبَتْ.
ويُقال : تاقَ إِلى الغايَةِ : إِذا أَسْرَعَ وخَفَّ.
وتُقْ إِليَّ يا فُلانُ : أَسْرِعْ ، وهو مَجازٌ.
فصل الثاءِ
المثلثة مع القاف
[ثبق] : ثَبَقَ العَيْنُ [تَثْبِقُ]* هكذا في سائِرِ النُّسَخِ ، والصواب : ثَبَقَتِ العَيْنُ ، وقد أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيُّ في العُبابِ (١) ، وقالَ ابنُ بَرِّي : إِذا أَسْرَعَ دَمْعُها.
وثَبَقَ النَّهْرُ ثَبْقاً وتَثْباقاً بالفَتْح : إِذا أَسْرَعَ جَرْيُه ، وكَثُرَ ماؤُه وأَنْشَدَ :
ما بالُ عَيْنِكَ عاوَدَتْ تَعْشاقَها |
|
عَيْنٌ تَثَبَّقَ دَمْعُها تَثْباقَها (٢) |
قلتُ : وقد مَرَّ ذلك أَيضاً في «بثق» بتَقْدِيم المُوَحَّدَةِ ، وهُنَاكَ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ والصاغانِيُّ وغيرهُما.
[ثدق] : ثادِق ، كصاحِبٍ : فَرَسُ مُنْقِذِ بنِ طَرِيفِ بنِ عَمْرِو بنِ قُعَيْنِ بنِ الحارِث بنِ ثَعْلَبَةَ الأَسَدِيِّ ، قالهُ ابنُ الكَلْبِيِّ ، وأَنْكَرَ ذلك أَبو النَّدَى ، وقالَ : هو لحاجِبِ بنِ حَبِيبٍ الأَسَدِيِّ ، وهو القائِلُ فيه :
وباتَتْ تَلُومُ على ثادِقٍ |
|
ليُشْرَى ، فقد جَدَّ عِصْيانُها |
أَلَا إِنَّ نَجْواكِ في ثادِقٍ |
|
سواءٌ عليَّ وإِعْلانُها |
وقُلْتُ : أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّه |
|
كَرِيمُ المَكَبَّةِ مِبْدَانُها؟! |
وقَوْلُه : «عِصْيانُها» أَي : عِصْيانِي لَها ، قالَ ابنُ بَرِّي : وصَوابُ إِنشادِه : «باتَتْ تَلُوم» بغير واو (٣).
وثادِقٌ : وادٍ لبَنِي عُقَيْلٍ قالَ لَبِيدٌ ـ رضياللهعنه ـ :
فأَجْمادَ ذِي رَقْدٍ فأَكْنافَ ثادِقٍ |
|
فَصارَةَ يُوفِي فَوْقَها فالأَعابِلَا |
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ثادِقٌ : موضِعٌ (٤) ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ : أَسْفَلُ ثادِقٍ لعَبْسٍ ، وأَعْلاه لأَفْناءِ بَنِي أَسَدٍ ، وأَنشَدَ :
سَقَى الأَرْبُعَ الأَظْآر مِنْ بَطْنِ ثادِقٍ |
|
هَزِيمُ الكُلَى (٥) جاشَتْ بهِ العَيْنُ أَمْلَحُ |
وقال زُهَيْرٌ :
فوادِي البَدِيِّ فالطَّوِيُّ فثادِقٌ |
|
فَوُادِي القَنانِ جَزْعُه فأَفاكِلُهْ (٦) |
ووادٍ ثادِقٌ ، وسَحابٌ ثادِقٌ أَي : سائِلٌ وثَدَقَ المَطَرُ : خَرَجَ من السَّحابِ خُروجاً سَرِيعاً ، وجَدَّ نَحْوَ الوَدْقِ.
وثَدَقَ الوادِي : سالَ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : الثَّدِقُ ، والثَّادِقُ : النَّدَى الظّاهِرُ ، يُقالُ : تَباعَدْ من الثّادِق ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : سَأَلْتُ الرِّياشِيَّ وأَبا حاتِمٍ عن اشْتِقاقِ ثادِقٍ ، فَقَالا : لا نَعْرِفُه ، فَسَأَلْتُ أَبا عُثْمانَ الأُشْنانْدانِيَّ فقالَ : ثَدَقَ المَطَرُ من السَّحابِ : إِذا خَرَج خُرُوجاً سَرِيعاً.
__________________
(*) ساقطة من المصرية والكويتية.
(١) وأهمله في التكملة أيضاً.
(٢) انظر روايته في مادة «بثق».
(٣) وهي رواية المفضليات ص ٣٦٨ وفيها «فقلت» بدل «وقلت».
(٤) الجمهرة ١ / ٣٧.
(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «الكلد».
(٦) هذه رواية الأعلم ، ورواية الأصمعي «حزنه وأفاكله» أما رواية الديوان صنعة ثعلب :
فهضب فرقدّ فالطويّ فتادقٌ |
|
فوادي القنان حزنه فمداخله |
وفي ديوانه ط بيروت ص ٦٥ ففيه رواية الأصل.