وقال ابنُ السِّكّيتِ : سَمِعْتُ الكِلابِيَّ يَقولُ : البلْهقُ (١) ، بالضَّمِّ والكَسْرِ : التي لا صَيُّورَ لها.
قالَ : ويُقالُ : لَقِينا فُلاناً فبَلْهَقَ لَنَا في كَلامِه وعِدَتِه ، فيقُولُ السامِعُ : لا تَغُرَّنَّكُم بَلْهَقَتُه فما عِنْدَه خَيْرٌ.
وقال ابنُ الأَعْرابِيّ : في كَلامِه بَلْهَقَةٌ ، وطَرْمَذَةٌ ، ولَهْوَقَةٌ ، أَي : كِبْرٌ ، قالَ : وفي النّوادِرِ كَذلِك.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
البَلْهَقَة : الدّاهِيَةُ.
[بندق] : البُنْدُقُ ، بالضَّمِّ : الَّذِي يُرْمَى بِه ، الواحِدَةُ بهاءٍ والجمعُ البَنادِقُ ، كما في الصِّحاحِ ، وفي شِفاءِ الغَلِيل أَنَّهُ مُعَرَّبٌ.
والبُنْدُق أَيضاً : الجِلَّوْزُ عن ابنِ دُرَيْدٍ (٢) فارِسيٌّ وقيلَ : هو كالجِلَّوْزِ يُؤْتَى به من جَزِيرةِ الرَّمْلِ ، أَجْوَدُه الحَدِيثُ الرَّزِينُ الأَبيضُ الطَّيِّبُ الطَّعْمِ ، والعَتِيقُ رَدِيءٌ ، ينفَعُ من الخَفَقانِ ـ مُحَمَّصاً مع الآنيسُون ـ والسُّمُومِ وهُزالِ الكُلَى ، وحَرَقانِ البَوْلِ ، ومع الفُلْفُل يُهَيِّجُ الباهَ ، ومع السُّكَّر يُذْهِبُ السُّعالَ ، ومَحْرُوقُ قِشْرِه يُحِدُّ البَصَرَ كُحْلاً ، زَعَمُوا أَنَّ تَعْلِيقَه بالعَضُدِ يَمْنَعُ من لَسْعِ العَقارِبِ ، ومنهم من شَرَطَ فيه أَنْ يَكُونَ مُثَمَّناً ، وقد جُرِّبَ ، وقيل : حَمْلُه مُطْلَقاً ، وكَذلِك وَضْعُه في أَرْكان البيتِ وتَسْقِيَةُ يافُوخ الصَّبِيِّ بسَحِيقِ مَحْرُوقِه بالزَّيْتِ يُزِيلُ زُرْقَةَ عَيْنِه وحُمْرَةَ شَعَرِه ، والهِنْدِيُّ منه تِرْياقٌ كثيرُ المَنافِعِ ، لا سِيَّما لِلعَيْنَيْنِ وفي بعضِ النسخِ للعَيْنِ.
وبُنْدُقَة بنُ مَظَّةَ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ : أَبو قَبِيلَةٍ ومنه قَوْلُهم : حِدَأْ حِدَأْ ، وراءَكَ بُنْدُقَةٌ ، وقد ذُكِرَ في : «حَدَأَ».
والبُنْدُقِيُّ بالضَّمِّ : ثَوْبُ كَتّانٍ رَفِيعٌ نَقَله الصّاغانِيُّ ، وغالِبُ ظَنِّي أَنَّه مَنْسُوبٌ إِلى أَرْضِ البُنْدُقِيَّةِ.
وبَنْدَقَ الشَّيْءَ : جَعَلَه مثلَ بَنادِق.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : بَنْدَقَ إِلَيْهِ : إِذا حَدَّدَ النَّظَرَ.
* ومما يُسْتدركُ عليه : البَنْدُوقُ ، بالفتح : الدَّعِيُّ في النَّسَبِ ، عامِّيَّةٌ.
وبُنْدُق ، بالضم : لَقَبُ شَيْخِنا الصُّوفِيِّ المُعَمَّرِ عَلِيِّ بنِ أَحمَدَ بن مُحَمَّدِ مُحَمّدِ بنِ عبدِ القُدُّوسِ الشِّنّاوِيّ الرُّوحِيّ الأَحْمَدِيّ ، ولد تَقْرِيباً في أَثناءِ سنة إِحدَى وسِتين بعدَ الأَلْفِ ، وأَدْرَك النُّورَ الأَجْهُورِيَّ ، وعمره خَمْسُ سنوات ، ولم يَسْمَعْ منه ، وأَدْرَكَ الحافِظَ البابِلِيَّ وعمرُه نحو ثمانيةَ عَشَرَ سنة ، وقد أَجازَنا فيما تَجُوزُ له روايَتُه ، وهوَ حَيٌّ يُرْزَقُ.
[بنارق] : بَنَارِقُ أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ ، وقال الصّاغانِيُّ : ة : من عَمَلِ نَهْرِ مارِي على دِجْلَةَ ، ونَهْرُ مارِي : بينَ بَغْدادَ والنُّعْمانِيَّةِ ، مَخْرَجُه من الفُراتِ.
وبَنِيرَقانُ : ة ، بمَرْوَ منها عبدُ اللهِ بنُ الوَلِيدِ بنِ عَفّانَ ، روى عن قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيدٍ ، وغَيْرِه.
[بنق] : البَنِيقَةُ ، كسَفِينَةٍ : لَبِنَةُ القَمِيصِ قالَهُ أَبو زَيْدٍ ، وأَنشَدَ للمَجْنُونِ :
يَضُمُّ علَّى اللَّيْلُ أَطْفالَ حُبِّها |
|
كما ضَمَّ أَزْرارَ القَمِيصِ البَنائِقُ |
نقله الجَوْهَرِيُّ أَو : جُرُبّانُه وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : بَنِيقَةُ القَمِيصِ : التي تُسَمَّى الدَّخارِيصَ (٣) ، وأَنشَدَ غيرُه لذِي الرُّمَّةِ :
عَلَى كُلِّ كَهْلٍ أَزْعَكِيٍّ ويافِعٍ |
|
من اللُّؤْمِ سِرْبالٌ جَدِيدُ البَنائِقِ |
وقالَ اللَّيْثُ ـ في قَوْلِه :
قَدْ أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَنِيقِ (٤)
ـ : شَبَّه بَياضَ الصُّبْحِ ببَياضِ البَنِيقَةِ ، وأَنْشَد :
سَوِدْتُ ولم أَمْلِكْ سَوادِي وتَحْتَه |
|
قَمِيصٌ من القُوهِيِّ بِيضٌ بَنائِقُه(٥) |
ويُرْوَى بيتُ المَجْنُون «أَبْناءَ حُبِّها» ويُرْوَى أَيضاً : «أَثْناءَ
__________________
(١) في اللسان : البُلْهُق والبِلْهِق ، بالضم والكسر.
(٢) الجمهرة ٣ / ٣٠٤.
(٣) الجمهرة ١ / ٣٢٢.
(٤) كذا بالأصل واللسان والتكملة ، وصحح ابن بري إنشاده «ذو بنائق» وفي التهذيب «ذو تبنيق».
(٥) نسبه في اللسان لنصيب.