قائمة الکتاب
إعدادات
تاج العروس [ ج ١٣ ]
تاج العروس [ ج ١٣ ]
المؤلف :محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي
الموضوع :اللغة والبلاغة
الناشر :دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :676
تحمیل
هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها |
|
كأَنَّ أَخْمَصَها بالشَّوكِ مُنْتَعِلُ (١) |
قالَ : لا تكونُ دُرْمٌ مَرافِقُها وهي قَلِيلةٌ اللَّحْمِ. وقالَ ابنُ الأَعرابِيّ : فُنُقٌ كأَنها فَنِيقٌ ، أَي : جَمَل فَحْلٌ. وقال الأَعْشَى :
وأَثِيتٍ جَثْلِ النَّباتِ تُرَوِّي |
|
هِ لَعُوبٌ غَرِيرةٌ مِفْناقُ (٢) |
وناقَةٌ فُنُق : فَتِيَّةٌ سَمِينةٌ لَحِيمةٌ ضَخْمةٌ. قال رُؤْبةُ :
تَنَشَّطَتْه كُلُّ مِغلاةِ الوَهَقْ |
|
مَضْبورةٍ قرواءَ هِرجابٍ فُنُقْ |
مائِرةِ الضَّبْعَينِ مِصْلابِ العُنُقْ (٣)
وأَفنَق الرَّجلُ : إِذا تَنَعَّمَ بعد بُؤْسٍ.
التَّفْنِيقُ : التَّنْعِيم ، وهو مَفْنوقٌ مُنَعَّم. قال رُؤبَةُ :
وقد تَرانِي مَرِحاً مُفنَّقَا |
|
زِيراً أُمانِي وُدَّ مَنْ تَوَمَّقَا |
وقالَ غيرُه :
لا ذَنْبَ لي كُنْتَ امْرَأً مُفنَّقَا |
|
أَبيضَ (٤) نَوَّامٌ الضُّحَى غَرَوْنَقَا |
وتَفَنَّقَ الرَّجلُ : إِذا تنعَّمَ كما يُفَنِّقُ الصَّبِيَّ المترفَ أَهْلُه.
وعَيْشٌ مُفانِقٌ : ناعِم. قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ يَصِف الجَوارِيَ بالنَّعْمَةِ :
زانَهنَّ الشُّفُوفُ يَنْضَحْن بالمِسْ |
|
ك وعيش مُفانِقٌ وحَرِيرُ |
هكذا أَنْشَده الجَوْهَرِيُّ بكَسْرِ النُّونِ وفَتْحها.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
الفَنَقُ ، محركةً ، والفُناق ، كغُراب : النَّعْمةُ في العَيْشِ. وفَانَقه فِناقاً : نَعَّمه ، نقله الجوهريّ.
وتَفنَّقتَ في أَمْرِ كذا ، أَي : تأَنَّفْتَ ، وتَنَطَّعْتَ.
وجَمَلٌ فُنُق ، مثل : فَنِيق.
[فوق] : فَوْقُ : نَقِيض تَحْت ، يَكُون اسماً وظَرْفاً ، مبنِيٌّ ، فإِذا أُضِيفَ أُعْرِبَ. وحَكَى الكِسائِيُّ : أَفَوْقَ تَنامُ أَم أَسفَلَ؟ ، بالفتحِ عَلَى حَذْفِ المُضافِ ، وتَرْك البِناءِ. وقالَ اللَّيْثُ : مَنْ جَعَلَه صِفةً كانَ سَبِيلُه النَّصْبَ ، كقولك : عَبدُ الله فوقَ زَيْدٍ ؛ لأَنّه صفة ، فإِن صَيَّرتَه اسماً رفعتَه ، فقلتَ : فَوْقُه رأْسُه ، صار رَفْعاً ههنا ، لأَنّه هو الرأْسُ نفسُه ، ورفعتَ كُلَّ واحدٍ منهما بصاحبِه ، الفَوْقُ بالرَّأْسِ ، والرّأْسُ بالفَوْقِ. وتَقولُ فوقَه قَلَنْسُوتُه (٥) ، نصَبْت الفَوْقَ ؛ لأَنَّهُ صِفَةُ عَيْنِ (٦) القَلَنْسُوةِ ، وقوله تعالى : (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ) (٧) لا تَكادُ تَظْهَر الفائِدةُ في قَوْله «مِنْ فَوْقِهِمْ» لأَنَّ «عَلَيْهِمُ» قَدْ تَنُوبُ عَنْها. قالَ ابنُ جِنِّي : قد يَكُونُ قولُه [تعالى] : (مِنْ فَوْقِهِمْ) هُنا مُفيداً ، وذلِك أَنَّه قد تُسْتَعْمَلُ في الأَفْعالِ الشّاقَّة المُسْتَثْقَلة «عَلَى» تقولُ : قد سِرْنا عَشْراً ، وبَقِيَتْ علينا لَيْلَتانِ ، وقد حَفِظْتُ القُرآنَ وبَقِيَتْ عليَّ منه سُورَتان ، وكذا يُقالُ في الاعْتِدادِ على الإِنسانِ بذُنُوبه ، وقُبْحِ أَفعالِهِ : قد أَخْرَبَ عليَّ ضَيْعَتِي وأَعْطَب علي عَوامِلي ، فعَلَى هذا لو قيلَ : (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ) ، ولم يَقُل : «مِنْ فَوْقِهِمْ» لَجازَ أَن يُظَنَّ بهِ أَنَّه كقولك : قد خَرِبَتْ عليهم دَارُهم ، وقد هَلَكَتْ عليهِم مَواشِيهم وغِلالُهم ، فإِذا قالَ : «مِنْ فَوْقِهِمْ» زالَ ذلِك المعنى المُحْتَمَل ، وصارَ مَعْناه أَنَّه سَقَطَ وَهُمْ من تَحْتِه ، فهذا معْنًى غيرُ الأَول ، إِلى آخرِ ما قالَ ، وهو تَحْقِيقٌ نَفِيسٌ جدّاً.
وقولُه تعالى : (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) (٨) أَراد تَعالى : لأَكلُوا من قَطْرِ السماءِ ومن نَباتِ الأَرض ، وقيل : قد يكونُ هذا منْ جهة التَّوْسِعَةِ. كما تقول : فلانٌ في خَيْر من فَرْقه إِلى قَدَمِه ، وقولُه تعالى : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) (٩) عَنَى الأَحْزَابَ ،
__________________
(١) ديوانه ص ١٤٥.
(٢) ديوانه ص ١٢٦ وبهامشه : المفناق : المترفة.
(٣) ديوانه ص ١٠٤ والأول في الصحاح برواية :
تنشطته كل هرجاب فنق
وصوّب ابن بري إنشاده كرواية الأصل.
(٤) في اللسان : أغيد.
(٥) في التهذيب : قلنسوة.
(٦) في التهذيب واللسان : غير.
(٧) سورة النحل الآية ٢٦.
(٨) سورة المائدة الآية ٦٦.
(٩) سورة الأحزاب الآية ١٠.