قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١٣ ]

    409/676
    *

    هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها

    كأَنَّ أَخْمَصَها بالشَّوكِ مُنْتَعِلُ (١)

    قالَ : لا تكونُ دُرْمٌ مَرافِقُها وهي قَلِيلةٌ اللَّحْمِ. وقالَ ابنُ الأَعرابِيّ : فُنُقٌ كأَنها فَنِيقٌ ، أَي : جَمَل فَحْلٌ. وقال الأَعْشَى :

    وأَثِيتٍ جَثْلِ النَّباتِ تُرَوِّي

    هِ لَعُوبٌ غَرِيرةٌ مِفْناقُ (٢)

    وناقَةٌ فُنُق : فَتِيَّةٌ سَمِينةٌ لَحِيمةٌ ضَخْمةٌ. قال رُؤْبةُ :

    تَنَشَّطَتْه كُلُّ مِغلاةِ الوَهَقْ

    مَضْبورةٍ قرواءَ هِرجابٍ فُنُقْ

    مائِرةِ الضَّبْعَينِ مِصْلابِ العُنُقْ (٣)

    وأَفنَق الرَّجلُ : إِذا تَنَعَّمَ بعد بُؤْسٍ.

    التَّفْنِيقُ : التَّنْعِيم ، وهو مَفْنوقٌ مُنَعَّم. قال رُؤبَةُ :

    وقد تَرانِي مَرِحاً مُفنَّقَا

    زِيراً أُمانِي وُدَّ مَنْ تَوَمَّقَا

    وقالَ غيرُه :

    لا ذَنْبَ لي كُنْتَ امْرَأً مُفنَّقَا

    أَبيضَ (٤) نَوَّامٌ الضُّحَى غَرَوْنَقَا

    وتَفَنَّقَ الرَّجلُ : إِذا تنعَّمَ كما يُفَنِّقُ الصَّبِيَّ المترفَ أَهْلُه.

    وعَيْشٌ مُفانِقٌ : ناعِم. قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ يَصِف الجَوارِيَ بالنَّعْمَةِ :

    زانَهنَّ الشُّفُوفُ يَنْضَحْن بالمِسْ

    ك وعيش مُفانِقٌ وحَرِيرُ

    هكذا أَنْشَده الجَوْهَرِيُّ بكَسْرِ النُّونِ وفَتْحها.

    * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :

    الفَنَقُ ، محركةً ، والفُناق ، كغُراب : النَّعْمةُ في العَيْشِ. وفَانَقه فِناقاً : نَعَّمه ، نقله الجوهريّ.

    وتَفنَّقتَ في أَمْرِ كذا ، أَي : تأَنَّفْتَ ، وتَنَطَّعْتَ.

    وجَمَلٌ فُنُق ، مثل : فَنِيق.

    [فوق] : فَوْقُ : نَقِيض تَحْت ، يَكُون اسماً وظَرْفاً ، مبنِيٌّ ، فإِذا أُضِيفَ أُعْرِبَ. وحَكَى الكِسائِيُّ : أَفَوْقَ تَنامُ أَم أَسفَلَ؟ ، بالفتحِ عَلَى حَذْفِ المُضافِ ، وتَرْك البِناءِ. وقالَ اللَّيْثُ : مَنْ جَعَلَه صِفةً كانَ سَبِيلُه النَّصْبَ ، كقولك : عَبدُ الله فوقَ زَيْدٍ ؛ لأَنّه صفة ، فإِن صَيَّرتَه اسماً رفعتَه ، فقلتَ : فَوْقُه رأْسُه ، صار رَفْعاً ههنا ، لأَنّه هو الرأْسُ نفسُه ، ورفعتَ كُلَّ واحدٍ منهما بصاحبِه ، الفَوْقُ بالرَّأْسِ ، والرّأْسُ بالفَوْقِ. وتَقولُ فوقَه قَلَنْسُوتُه (٥) ، نصَبْت الفَوْقَ ؛ لأَنَّهُ صِفَةُ عَيْنِ (٦) القَلَنْسُوةِ ، وقوله تعالى : (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ) (٧) لا تَكادُ تَظْهَر الفائِدةُ في قَوْله «مِنْ فَوْقِهِمْ» لأَنَّ «عَلَيْهِمُ» قَدْ تَنُوبُ عَنْها. قالَ ابنُ جِنِّي : قد يَكُونُ قولُه [تعالى] : (مِنْ فَوْقِهِمْ) هُنا مُفيداً ، وذلِك أَنَّه قد تُسْتَعْمَلُ في الأَفْعالِ الشّاقَّة المُسْتَثْقَلة «عَلَى» تقولُ : قد سِرْنا عَشْراً ، وبَقِيَتْ علينا لَيْلَتانِ ، وقد حَفِظْتُ القُرآنَ وبَقِيَتْ عليَّ منه سُورَتان ، وكذا يُقالُ في الاعْتِدادِ على الإِنسانِ بذُنُوبه ، وقُبْحِ أَفعالِهِ : قد أَخْرَبَ عليَّ ضَيْعَتِي وأَعْطَب علي عَوامِلي ، فعَلَى هذا لو قيلَ : (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ) ، ولم يَقُل : «مِنْ فَوْقِهِمْ» لَجازَ أَن يُظَنَّ بهِ أَنَّه كقولك : قد خَرِبَتْ عليهم دَارُهم ، وقد هَلَكَتْ عليهِم مَواشِيهم وغِلالُهم ، فإِذا قالَ : «مِنْ فَوْقِهِمْ» زالَ ذلِك المعنى المُحْتَمَل ، وصارَ مَعْناه أَنَّه سَقَطَ وَهُمْ من تَحْتِه ، فهذا معْنًى غيرُ الأَول ، إِلى آخرِ ما قالَ ، وهو تَحْقِيقٌ نَفِيسٌ جدّاً.

    وقولُه تعالى : (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) (٨) أَراد تَعالى : لأَكلُوا من قَطْرِ السماءِ ومن نَباتِ الأَرض ، وقيل : قد يكونُ هذا منْ جهة التَّوْسِعَةِ. كما تقول : فلانٌ في خَيْر من فَرْقه إِلى قَدَمِه ، وقولُه تعالى : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) (٩) عَنَى الأَحْزَابَ ،

    __________________

    (١) ديوانه ص ١٤٥.

    (٢) ديوانه ص ١٢٦ وبهامشه : المفناق : المترفة.

    (٣) ديوانه ص ١٠٤ والأول في الصحاح برواية :

    تنشطته كل هرجاب فنق

    وصوّب ابن بري إنشاده كرواية الأصل.

    (٤) في اللسان : أغيد.

    (٥) في التهذيب : قلنسوة.

    (٦) في التهذيب واللسان : غير.

    (٧) سورة النحل الآية ٢٦.

    (٨) سورة المائدة الآية ٦٦.

    (٩) سورة الأحزاب الآية ١٠.