[رزدق] : الرُّزْداقُ ، بالضَّمِّ : السَّوادُ والقُرَى : لُغَةٌ في الرُّسْداق ، تَعْرِيب الرُّسْتاقِ ، وسَيَأْتِي ، والرُّسْتاقُ : مُعَرَّبُ رُسْتا وقالَ حَمْزَةُ بنُ الحَسَن : أَصْلُه «رُوزَه فَسْقا» ، فرُوزَه للسَّطْرِ والصَّفِّ ، و «فسقا» : اسمٌ للحالِ ، والمَعْنَى أَنّه على التَّسْطِير والنِّظامِ ، وقالَ ياقُوت : الَّذِي شاهَدْناهُ في زمانِنا في بلادِ الفُرْسِ : أَنَّهُم يَعْنُونَ بالرُّسْتاقِ : كلَّ موضِعٍ فيه مُزْدَرَعٌ وقُرًى ، ولا يُقال ذلِكَ للمُدُن ، كالبَصْرَةِ وبَغْدادَ ، فهو عندَ الفُرْسِ بمنزِلةِ السَّوادِ عندَ أَهْلِ بَغْداد ، فهو أَخَصُّ من الكُورَةِ والاسْتانِ.
والرَّزْدَقُ : الصَّفُّ من النّاسِ ، والسَّطْرُ من النَّخْلِ وهو مُعَرَّبٌ فارِسِيَّتُه رُسْتَه (١) نقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وأَنشَدَ لرُؤْبة :
والعِيسُ يَحْذَرْنَ السِّياطَ المُشَّقا |
|
ضَوابِعاً نَرْمِي بهِنَّ الرَزْدَقَا |
وقالَ اللَّيْثُ : تَقُولُ للَّذِي يَقُولُ له الناسُ ـ وهو الصَّفُّ ـ : رَزْدَق ، وهو دَخِيلٌ.
[رزق] : الرِّزْقُ ، بالكَسْرِ : ما يُنْتَفَعُ به ، وقِيلَ : هو ما يَسُوقُه اللهُ إِلى الحَيَوانِ للتَّغَذِّي ، أَي : ما به قِوامُ الجسِم ونَماؤُه ، وعندَ المُعْتَزِلَةِ : مملوكٌ يَأْكُلُه المُسْتَحِقُّ فلا يَكُونُ حَراماً كالمُرْتَزَقِ على صِيغَةِ المَفْعُولِ ، قال رُؤْبَةُ :
وخفَّ أَنْواءُ (٢) الرَّبِيعِ المُرْتَزَقْ
وقد يُسَمَّى المَطَرُ رِزْقاً ، وذلِكَ قولُه تَعالى : (وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (٣) وقالَ تَعالَى : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) (٤) قالَ مُجاهِدٌ : وهو المَطَرُ ، وهذا اتِّساعٌ في اللُّغَةِ ، كما يُقال : التَّمْرُ في قَعْرِ القَلِيبِ ، يُعْنِي به سَقْيَ النَّخْلِ ، وقال لَبِيدٌ :
رُزِقَتْ مَرابِيعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا |
|
وَدَقُ الرَّواعِدِ جَوْدُها فرِهامُها (٥) |
أَي : مُطِرَتْ ج : أَرْزاقٌ.
والأَرْزاقُ نَوعانِ : ظاهِرَةٌ للأَبْدانِ ، كالأقْواتِ ، وباطِنَةٌ للقُلُوبِ والنُّفوسِ ، كالمَعارِف والعُلُوم.
وقالَ بَعْضُهم : الرِّزْقُ بالفَتْحِ : المَصْدَرُ الحَقِيقِيُّ وبالكَسْرِ الاسْمُ ، وقد رُزِقَ الخَلْقُ رَزْقاً ورِزْقاً والمَرَّةُ الواحِدَةُ منه بهاءٍ ، ج : رَزَقَاتٌ مُحَرَّكَةً ، وهي أَطْماعُ الجُنْدِ ، يُقال : رَزَقَ الأَمِيرُ المجُنْدَ ، ويُقالُ : رُزِقَ الجُنْدُ رَزْقَةً لا غيرُ ، ورُزِقُوا رَزْقَتَيْنِ ، أَي : مَرَّتَيْنِ.
ورَزَقَهُ اللهُ يَرْزُقُه : أَوْصَلَ إِليه رِزْقاً ، وقال ابنُ بَرِّيّ : الرِّزْقُ : العَطاءُ ، وهو مَصْدَرُ قولِكَ : رَزَقَه اللهُ ، قال : وشاهِدُه قولُ عُوَيْفِ القَوافِي في عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ :
سُمِّيتَ بالفارُوقِ فافْرُقْ فَرْقَهْ |
|
وارْزُقْ عِيالَ المُسْلِمينَ رَزْقَهْ |
وفيه حَذْفُ مُضافٍ تَقْدِيرُه : سُمِّيت باسْمِ الفارُوقِ ، والاسمُ هو عُمَرُ ، والفارُوقُ هو المُسَمَّى.
ورَزَقَ فُلاناً : شَكَرَهُ لغةٌ أَزْدِيَّةٌ إِلى أَزْدِ شَنُوءَةَ ومنه قولُه تَعالى : وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٦) ويُقال : فَعَلْتُ ذلك لَمّا رَزَقْتَنِي ، أَي : لمّا شَكَرْتَنِي ، وقالَ ابنُ عَرَفَة ـ في مَعْنَى الآية ـ يَقولُ : اللهُ يَرْزُقُكُم وتَجْعَلُون مَكانَ الاعْتِرافِ بذلِك ، والشُّكْرِ عليه ، أَنْ تَنْسُبُوه إِلى غيرِه ، فذلِكَ التَّكْذِيب ، وقال الأَزْهَرِيُّ وغيرُه : مَعناه تجْعَلُون شُكْرَ رِزقكم التَّكْذِيبَ ، وهُوَ كَقْولِه : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) (٧) يعنِي أَهْلَها.
ورَجُلٌ مَرْزُوقٌ : مَجْدُودٌ أَي : مَبْخُوتٌ.
والرّازقيُّ : الضَّعِيفُ من كُلِّ شَيْءٍ ، كما في اللِّسانِ والمُحِيط.
والعِنَبُ الرّازِقِيُّ : ضَرْبٌ من عِنَبِ الطّائِفِ أَبْيَضُ طَوِيلُ الحَبِّ ، وفي التَّهْذِيب : هو المُلاحِيُّ كغُرابِيٍّ ، وقد يُشَدَّدُ ، كما تَقَدَّم في «ملح».
والرّازِقِيَّةُ بهاءٍ : ثيابُ كَتّانٍ بِيضٌ.
والرّازِقِيَّةُ : الخَمْرُ المُتَّخَذُ من هذا العِنَبِ كالرّازِقِيِّ وبهما رُوِي حديثُ الجَوْنِيَّةِ : «اكْسُها رازِقِيَّيْنِ ، أَو رازقِيَّتَيْنِ» وقالَ لَبِيدٌ ـ رضياللهعنه ـ يَصِفُ ظُرُوفَ الخَمْر :
__________________
(١) ضبطت بالقلم في الصحاح واللسان بفتح الراء.
(٢) عن الديوان ص ١٠٥ وبالأصل «أنواع».
(٣) سورة الجاثية الآية ٥.
(٤) سورة الذاريات الآية ٢٢.
(٥) ديوانه ط بيروت ١٦٤ وبهامشه : ويروى : مرابيع السحاب.
(٦) سورة الواقعة الآية ٨٢.
(٧) سورة يوسف الآية ٨٢.