* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
دابَّةٌ دَهْداقٌ ، أَي : هِمْلاجٌ ، عن ابْنِ عَبّادٍ.
[دهق] : دَهَقَ الكَأْسَ ، كجَعَلَه : مَلَأَها نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ.
ودَهَقَ الماءَ : أَفْرَغَه إِفْراغاً شَدِيداً فهو إِذاً ضِدٌّ ، ومن الثانِي : قولُ عَلِيٍّ ـ رضياللهعنه ـ : «نُطْفَةً دِهاقاً وعَلَقَةً مُحاقاً» أَي : نُطْفَةً قد أُفْرِغَتْ إِفراغاً شَدِيداً.
كأَدْهَقَه فِيهما يُقالُ : أَدْهَقْتُ الكَأْسَ إِلى أَصْبارِها ، أَي : مَلَأْتُها إِلى أَعالِيها ، وقِيلَ : شَدَّ مَلْأَها.
وأَدْهَقَ الماءَ : أَفْرَغَه إِفراغاً شَدِيداً.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : دَهَقَ لِي دَهْقَةً من المالِ أَي : أَعْطانِي منه صَدْراً (١).
[والشَّيْءُ : كَسَرَهُ وقَطَعَهُ ، أو غَمَزَهُ شَديداً] *.
ونَقَل الجَوْهَرِيُّ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ : دَهَقَ فُلاناً : إِذا ضَرَبَهُ.
وكَأْسٌ دِهاقٌ ، ككِتابٍ : مُمْتَلِئَةٌ مُتْرَعةٌ ، وهو قَوْلُ الحَسَن ، وبه فَسَّرَ قَوْلَهُ تَعالَى : (وَكَأْساً دِهاقاً) (٢) وعليه قولُ خِداشِ بنِ زُهَيْرٍ :
أَتانا عامِرٌ يَرْجُو قِرانَا |
|
فأَتْرَعْنا له كَأْساً دِهاقَا |
أَو مَعْناه : مُتَتابِعَةٌ على شارِبِيها ، من الدَّهْقِ الَّذِي هو مُتَابَعَةُ الشَّدِّ ، وهو قولُ مُجاهِدٍ ، والأَوَّلُ أَعْرَفُ ، قال ابنُ سِيدَه : وأَمّا صِفَتُهم الكَأْسَ ، وهي أُنْثَى بالدِّهاقِ ، ولفظُه لفظُ التَّذكِير ، فمن باب عَدْلٍ ورِضاً ، أَعني أَنّه مَصْدَرٌ وُصِفَ بهِ ، وهو مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ إِدْهاق ، وقد يجوزُ أَنْ يكونَ من بابِ هِجانٍ ودِلاصٍ ، إِلَّا أَنّا لم نَسْمَعْ كأْسانِ دِهاقانِ ، قالَ : وإِنَّما حَمَل سِيبَوَيْه أَن يَجْعَلَ دِلاصاً وهِجاناً في حَدِّ الجمْعِ تَكْسِيراً لِهجانٍ ودِلاصٍ في حَدِّ الإِفرادِ قولُهم : هِجانانِ ودِلاصانِ ، ولولا ذلِك لحَمَلَه على بابِ رِضاً ؛ لأَنَّه أَكثَرُ ، فافْهَمْه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ماءٌ دِهاقٌ : كَثِيرٌ.
وقالَ أَيْضاً : الدِّهْقانُ ، بالكَسْرِ ، وبالضَّمِّ : التاجِر ، وسَيَأْتِي في بابِ النُّونِ قالَ سِيبَوَيْه : إِنْ جَعَلْتُ دِهْقانَ من الدَّهْقِ لم تَصْرِفْه ، هكذا قالَ : من الدَّهْقِ ، قال : فلا أَدْرِي أَقالَه على أَنّه مَقُولٌ ، أَم هو تَمْثِيلٌ منه لا لَفْظٌ مَقُولٌ (٣)؟ قال : والأَغْلَبُ على ظَنِّي أَنَّه مَقُولٌ ، وهم الدَّهاقِنَةُ ، والدَّهاقِينُ.
والدَّهَقُ ، محرَّكَةً : خَشَبَتانِ يُغْمَزُ بهما السّاقُ كما في المُحيطِ واللِّسانِ ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عَمْرٍو : الدَّهَقُ : نَوْعٌ من العَذابِ فارِسِيَّتُه أَشْكَنْجَه.
ويُقال : أَدْهَقَهُ إِدْهاقاً : إِذا أَعْجَلَه.
وقالَ اللَّيْثُ : ادَّهَقَت الحِجارَةُ ، كافْتَعَلَت أَي : تَلازَمَتْ ، ودَخَلَ بَعضُها في بَعْضٍ مع كَثْرةٍ.
قالَ : والمُدَّهَقُ ، على مُفْتَعَلٍ : المُكَسَّرُ والمُعْتَصَرُ قال رُؤْبَةُ :
والمَرْوَ ذا القَدّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ |
|
يَنْصاحُ مِنْ جَبْلَةِ رَضْمٍ مُدَّهَقْ |
وكُلُّ غِلَظٍ وشِدَّةٍ : جَبْلَةٌ.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
الدَّهْقُ : شِدَّةُ الضَّغْطِ.
وأَيْضاً : مُتابَعَةُ الشَّدِّ.
وقِيلَ : كَأْسٌ دِهاقٌ ، أَي : صافِيَةٌ.
ودَهَقَهَ المَطَرُ : اشْتَدَّ في بَدْئِه ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ.
والمُدَهَّقُ ، كمُعَظَّمٍ : المُضَيَّقُ.
[دهلق] : الدَّهْلَقَةُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وصاحِبُ اللِّسانِ : وقالَ ابنُ عَبّادٍ : هو أَخْذُكَ جِلْدَ الدّابَّةِ تَحْلِقُه حَتّى تَراهُ يَتَمَلَّصُ كما في العُبابِ والتَّكْمِلَةِ.
[دهمق] : دَهْمَقَهُ دَهْمَقَةً : كَسَرَهُ ، أَو قَطَعَه مثلُ : دَهْدَقَهُ ، والمِيمُ زائِدَةٌ ، نقله الجَوْهَرِيُّ في : «دهق».
ودَهْمَقَ الفاتِلُ الوَتَرَ : إِذا لَيَّنَهُ وجاءَ بهِ مُسْتَوِياً من أَوّلِه إِلى آخِرِه ، قال :
__________________
(١) الجمهرة ٣ / ٢٩٥.
(*) ما بين معكوفتين سقط بالمصرية والكويتيه.
(٢) سورة النبأ الآية ٣٤.
(٣) في اللسان وبالأصل «معقول» والمثبت عن المطبوعة الكويتية.