دَهْمَقَهُ الفاتِلُ بَيْنَ الكَفَّيْنْ |
|
فهو أَمِينٌ مَتْنُه (١) يُرْضِي العَيْنَ |
وقالَ الأَصْمَعِيُّ : دَهْمَقَ الطَّعامَ : إِذا طَيَّبَهُ ، ورَقَّقَه ، ولَيَّنَهُ نقله الجوهريُّ ، ومنه حَدِيثُ عُمَرَ رضياللهعنه : «لو شِئْتُ أَنْ يُدَهْمَقَ لي لفَعَلْتُ ، ولكِنَّ الله عابَ قَوْماً فقالَ : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها) (٢) معناه : لو شِئْتُ أَنْ يُلَيَّنَ لي الطَّعامُ ويُجَوَّدَ.
أَو دَهْمَقَهُ ، فهو مُدَهْمِقٌ : لم يُجَوِّدْه فهو ضِدٌّ ، واحتَجّ من قالَ ذلك بما أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ :
إِذا أَرَدْتَ عَمَلاً سُوقِيَّا |
|
مُدَهْمَقاً فادْعُ له سَلْمِيّا |
وأَنْكَرَ ذلِكَ أَبو حاتِمٍ ، فقال : ظَنُّوا أَنَّ السُّوقِيَّ : الرَّدِيءُ ، وأَصْحابُ المَرائِي يُعْطُونَ على جَلاءِ المِرْآةِ ، فإِذا اشْتَرَطُوا عمَلاً سُوقِيًّا : أَضْعَفُوا الكِراءَ ، وهو أَجْوَدُ العَمَلِ.
والدُّهامِقُ ، كعُلابِطٍ : التُّرابُ اللَّيِّنُ ، قالَ اللَّيْثُ : وأَنْشَدَنِي خَلَفٌ الأحْمَرُ في نَعْتِ أَرْضٍ :
جَوْنٌ رَوابِي تُرْبِهِ دُهامِقُ
كما في الصِّحاحِ ، وأَنْشَد ابنُ دُرَيْدِ :
كأَنَّما في تُرْبِه الدُّهامِقِ |
|
من آلِهِ تَحْتَ الهَجِيرِ الوادِقِ (٣) |
والمُدَهْمَقُ من القِداحِ : النَّقِيُّ من العُيُوبِ ، المُسْتَوِي ، المَتْنِ ، وهو : المُشَقَّقُ أَيضاً ، وأَنشدَ ابنُ سَمْعانَ :
كأَنّ رِزَّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ |
|
إِذا مَطاهَا هَزَمٌ من فَرَقِ |
والمُدَهْمَقُ مِنَ الطَّعامِ : غيرُ المُجَوَّدِ وقد تَقَدَّم البحثُ فيه قريباً.
وكتابٌ مُدَهْمَقٌ : لَطِيفٌ وكذا : كِتابَةٌ مُدَهْمَقَةٌ ، أَي : لَطِيفَةٌ.
ووَتَرٌ كَذَا أَي : مُدَهْمَقٌ : لَيِّنٌ عن ابنِ عَبّادٍ. والمُدَهْمِقُ بكسرِ المِيمِ الثانِيةِ : لَقَبُ مُدْرِكٍ الفَقْعَسِيِّ ، قالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : لفَصاحَتِه وجَوْدَةِ شِعْرِه ، تَقُول : هو مُدَهْمِقٌ ما يُطاقُ لِسانُه ؛ لتَجْوِيدِه الكَلامَ ، وتَحْبِيرِه إِيّاهُ.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :
أَرْضٌ دَهامِيقُ : ليِّنَةٌ دَقِيقَةٌ.
وِدِهْمَقَ الطَّحِينَ : رَقَّقَه (٤) ولَيَّنَهُ.
وَدَهْمَقَ اللَّحْمَ مثل دَهْدَقَه.
ودَهْمَقْتُ في الشَّيْءِ ، أَي : أَسْرَعْتُ ، نقله الأَزْهَرِيُّ.
[دهنق] : الدَّهْنَقَةُ أَهملَه الجَمَاعَةُ ، وهو الدَّهْمَقَةُ في مَعانِيها.
قُلْتُ : وفيه نَظَرٌ ، فإِنَّ الَّذِي صَرَّح به أَبو عُبَيْدٍ ما نَصُّه : الدَّهْمَقَة ، والدَّهْقَنَةُ سواءٌ ، والمَعْنَى فيهِما سواءٌ ؛ لأَنَّ لِينَ الطَّعامِ من الدَّهْقَنَة ، وهكذا نَقَله الأَزْهَرِيُّ والصاغانيُّ ، فجاءَ المُصَنِّفُ وحَرَّفَه ، وقدَّم النونَ على القافِ ، وأَفْردَ له تَرْكِيباً مستقِلًّا ، فتأَمّل ذلك.
[ديق] : داقَهُ يَدِيقُه دَيْقاً أَهْمَله الجَوْهَريُّ وصاحِبُ اللِّسانِ ، وقال ابنُ دُرَيْد (٥) : أَي : أَراغَهُ لِينْتَزِعَهُ كما في العُبابِ والتَّكْمِلَة.
* ومما يستدرك عليه :
دِيقَهُ ، بالكسر : موضِعٌ عن اليَعْقُوبِيِّ.
فصل الذال مع القاف
[ذرق] : ذَرَقَ الطائِرُ يَذْرُقُ ، ويَذْرِقُ من حَدَّيْ نَصَر وضَرَبَ ، أَي : زَرَقَ ، ولمَّا سَأَلَ عمرُ حَسّانَ بنَ ثابِتٍ ـ رضياللهعنهما ـ عن هِجاءِ الحُطَيْئَةِ الزِّبْرِقانَ بنَ بَدْرٍ التَّمِيميَّ ـ رضياللهعنه ـ بقولِه :
دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها |
|
واقْعُدْ فإِنَّك أَنْتَ الطّاعِمُ الكاسِي |
__________________
(١) عن اللسان والتكملة وبالأصل «نفسه».
(٢) سورة الأحقاف الآية ٢٠.
(٣) الجمهرة ٣ / ٣٩٤.
(٤) في اللسان : دقّقه.
(٥) الجمهرة ٢ / ٢٩٦.