قلتُ لَها : بَلْ أنْتِ مُعْتَلَّةٌ |
|
في الوَصْلِ يا هِنْدُ لكَيْ تَصْرِمِي |
وَفي حَدِيثِ نَظَر الفَجْأَةِ : «وقال : اطْرِفْ بَصَرَكَ» أي اصْرِفْه عمّا وَقَعَ عَلَيه ، وامتَدَّ إِليه ، ويُرْوَى بالقاف.
وطَرَفَ بَصَرَهُ يَطْرِفُه طَرْفاً : إذا أَطْبَقَ أَحَدَ جَفْنَيْهِ على الآخَرِ كما في الصِّحاح.
أَو طَرَفَ بعَيْنِه : حَرَّكَ جَفْنَيْهَا وفي المُحْكَم : طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً : لَحَظَ ، وقِيلَ : حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَرَ.
وَالطَّرْفُ : تَحْريكُ الجُفُونِ في النَّظَرِ ، يقال : شَخَصَ بَصَرُه فما يَطْرِفُ. المَرَّةُ الواحِدَةُ منه طَرْفَةٌ يُقال : أَسْرَعُ من طَرْفَةِ عَيْنِ ، وما يُفارِقُنِي طَرْفَةَ عَيْن.
وطَرَفَ عَيْنَه يَطْرِفُها طَرْفاً : أَصابَها بشَيْءٍ كثَوْبٍ أو غَيْرِه فَدَمَعَتْ.
وقد طُرِفَتْ ، كعُنِيَ أَصابَتْها طَرْفَةٌ ، وطَرَفَها الحُزْنُ وَالبكاءُ.
وَقال الأَصْمَعِيُّ : طُرِفَتْ عينُه فهي مَطْرُوفَةٌ تُطْرَفُ طَرْفاً : إذا حرَّكَتْ جُفُونَها بالنَّظَرِ والاسْمُ الطُّرْفَةُ ، بالضمِّ.
ويُقال : ما بَقِيَتْ منهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ : أي ماتُوا وقُتِلُوا كذا في النُّسَخِ ، والصَّوابُ : أَو قُتِلُوا ، كما في العُبابِ ، وهو مجازٌ.
والطُّرْفَةُ ، بالضمِّ : الاسمُ من الطَّرِيفِ والمُطْرِفِ وَالطّارِفِ ، للمالِ المُسْتَحْدَثِ وقد تَقَدَّم ذكرُه ، فإعادَتُه ثانياً تَكْرارٌ لا يَخْفَى.
والطَّرِيفُ كأَمِير : ضِدُّ القُعْدُدِ وفي الصِّحاح : الطَّرِيفُ في النسَبِ : الكَثِيرُ الآباءِ إلى الجَدِّ الأَكبرِ ، وهو نَقِيضُ القُعْدُدِ ، وفي المُحْكَم : رجُلٌ طَرِفٌ وطَرِيفٌ : كثيرُ الآباءِ إلى الجَدِّ الأَكْبرِ ، ليس بذِي قُعْدُدٍ وقد طَرُفَ ، كَكُرمَ فيهِما طَرَافَةً ، قال الجَوْهَرِيُّ : وقد يُمْدَحُ به ، وقالَ ابنُ الأَعرابِي : الطَّرِيفُ : هو المُنْحَدِرُ في النَّسَبِ ، قال : وهو عِنْدَهُم أَشْرَفُ من القُعْدُدِ ، وقال الأصمعِيُّ : فلانٌ طَرِيفُ النَّسَبِ ، وَالطَّرافَةُ فيه بَيِّنَةٌ ، وذلك إذا كانَ كَثِيرَ الآباءِ إلى الجَدِّ الأَكبرِ.
والطَّرِيفُ : الغَرِيبُ المُلَوَّنُ من الثَّمرِ ، وغيرِه مما يُسْتَطْرَفُ به ، عن ابنِ الأَعرابِيِّ.
وأَبُو تَمِيمَةَ. طَرِيفٌ ـ كأَمِير ـ ابنُ مُجالِدٍ الهُجَيْمِيُّ ، وَقولُه : كأَمِيرٍ مُسْتَدْرَكْ ، تابِعِيٌّ عن أَهْلِ البَصْرةِ ، يَرْوِي عن أَبي مُوسَى وأَبي هُرَيْرَةَ ، رَوَى عنه ابن حَكِيمٍ (١) الأَثْرَمُ ، مات سنة ٩٥ وقِيلَ : سنة ٩٧ وُثِّقَ أَوْرَدَه ابنُ حِبّانَ هكذا في كِتابِ الثِّقاتِ أَو صَحابِيٌّ نَقَلَهُ الصاغانِيُّ في العُبابِ ، وَاقْتَصَر عَلَيه ، ولم أَجِدْ مَن ذَكَرَه في مَعاجِمِ الصَّحابةِ غيرَه ، فانْظُرْه.
وطَرِيفُ بنُ تَمِيمٍ العَنْبَرِيُّ : شاعِرٌ نقَلَه الصاغانِيُّ.
وطَرِيفُ بنُ شِهابٍ ويُقال : طَرِيفُ بنُ سُلَيْمَانَ (٢) ، وَيقال : ابنُ سَعْدٍ ، ويقال : طَرِيفٌ الأَشَلُّ ، أَبو سُفْيانَ السَّعْدِيُّ يختَلِفُون (٣) في صِفاتِه ، قال الدارَقُطْنِيُّ : ضَعِيفٌ وَقال أَحْمَدُ ويَحْيَى : ليس بشَيْءٍ ، وقال النِّسائِيُّ : مَتْروكُ الحَديثِ ، وقال ابنُ حِبّان : مُتَّهَمٌ في الأَخْبارِ ، يَرْوِي عن الثِّقاتِ ما لا يُشْبِهُ حَديثَ الأَثْباتِ ، وقد رَوَى عن الحَسَنِ وَأَبي نَضْرَةَ ، هكَذا ذكره الذَّهَبيُّ في الدِّيوانِ (٤) ، وابنُ الجَوْزِيّ في الضُّعفاءِ ، ونَّبه عَلَيه أَبو الخَطّابِ بْنُ دِحْيَةَ في كتابِه العَلَم المَشْهُور.
وَقد بَقِيَ على المُصَنِّفِ أَمْرانِ : أَولاً : فإِنه اقْتَصَر على طَرِيفِ بنِ مُجالِد في التابِعِينَ ، وَتَرَكَ غيرَه مع أنَّ في المُوَثَّقِينَ منهم جَماعةً ذَكَرَهم ابنُ حِبّان وغيرُه ، منهم : طَرِيفُ بنُ يَزِيدَ الحَنَفيُّ عن أَبي مُوسَى ، وطَرِيفٌ العَكِّيُّ ، عن عليٍّ ، وطَرِيفٌ البزّارُ (٥) ، عن أَبي هُرَيْرَةَ ، وطَرِيفٌ يَرْوِي عن ابنِ عَباسٍ ، ومن أَتْباعِ التابِعِينَ : محمَّدُ بنُ طَرِيفٍ وأَخُوه مُوسَى ، رَوَيَا عن أَبيهما ، عن عَلِيٍّ.
وثانِياً : فإنه اقْتَصَر في ذِكْرِ الضُّعَفاءِ على واحِدٍ ، وفي الضُّعَفاءِ والمَجاهِيل مَن اسمُه طَرِيفٌ عِدَّةٌ ، منهم : طَرِيفُ
__________________
(١) في التاريخ الكبير للبخاري : «حكم» بدل «ابن حكيم».
(٢) في ميزان الاعتدال : ويقال : ابن سفيان.
(٣) بالأصل «يحتالون» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله : يحتالون ، لعلها : يختلفون ، أخذاً مما بعده فليحرر» وهذا ما أثبتناه.
(٤) وميزان الاعتدال أيضاً ، انظر ترجمته.
(٥) في التاريخ الكبير للبخاري : البراد.