البَحْرِ (١) بالشَّحْرِ من أَرْضِ اليَمَنِ ، قال ياقُوتُ : فهذه ثلاثةُ أَقْوَالٍ غيرُ مُخْتَلِفَةٍ في المعنَى.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الحِقْفُ : أَصْلُ الرَّمْلِ ، وأَصْلُ الْجَبَلِ ، وأَصْلُ الْحائِطِ ، كما في العُبَابِ ، واللَسَانِ ، وقال غيرُهُ : حِقْفُ الجَبَلِ : ضِبْنُهُ.
وقال ابنُ شُمَيْلٍ : جَمَلٌ أَحْقَفُ : أي خَمِيصٌ وأَمَّا الجَبَلُ الْمُحِيطُ بالدُّنْيَا فإِنَّهُ قَافُ علَى الصَّحِيحِ ، لا الأَحْقَافُ ، كَمَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ في العَيْنِ ، ونَصُّه : الأَحْقَافُ في القُرْآنِ : جَبَلٌ مُحِيطٌ بالدُّنْيَا ، مِن زَبَرْجَدَةٍ خَضْراءَ ، تَلْتَهِبُ يَوْمَ القِيَامَةِ ، وقد نَبَّهَ علَى هذا الغَلَطِ الأَزْهَرِيُّ ، وتَبِعَهُ الصَّاغَانِيُّ ، وياقوتُ في الرَّدِّ عَلَيه ، وكذا قَوْلُ قَتَادَةَ : الأَحْقَافُ : جَبَلٌ بالشَّأْمِ ، وقد رَوَوْا ذلك ، وصَوَّبُوا ما رَوَاهُ قَتَادَةُ ، وابنُ إِسْحَاقَ ، وغيرُهما ، قاله ياقوتُ.
وظَبْيٌ حَاقِفٌ : أي رَابِضٌ في حِقْفٍ مِن الرَّمْلِ ، قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ ، أَوْ يَكُونُ مُنْطَوِياً كالْحِقْفِ ، قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ ، زَادَ الصَّاغَانِيُّ : وقد انْحَنَى ، وَفي الحديثِ : «أَنَّه صلىاللهعليهوسلم مَرَّ هُوَ وأَصْحَابُه وهم مُحْرِمُونَ بظَبْيٍ حَاقِفٍ في ظِلِّ شَجَرَةٍ ، فقَالَ : «يا فلانٌ ، قِفْ ههُنَا حتَّى يَمُرَّ النَّاسُ ، لا يَرِبْهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ» هكَذا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ ، وقال : هو الذي نَامَ وانْحَنَى ، وتَثَنَّى في نَوْمِهِ ، وَقال إبراهِيمُ الحَرْبِيُّ ، رَحِمَه الله تعالى في غَرِيبِهِ : «بِظَبْيٍ حَاقِفٍ فيه سَهْمٌ ، فقَالَ لأصْحَابِهِ : دَعُوهُ حتى يَجِيءَ صَاحِبُهُ» ، وقال ابنُ عَبَّادٍ : هو ظَبْيٌ حَاقِفٌ بَيِّنُ الحُقُوفِ بالضَّمِّ.
قال : والمِحْقَفُ ، كمِنْبَرٍ : مَن لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ ، وَكأَنَّهُ مِن مَقْلُوبِ قَفَحَ.
واحْقَوْقَفَ الرَّمْلُ ، والظَّهْرُ ، والْهِلَالُ : طَالَ ، واعْوَجَّ ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الرَّمْلِ والهِلالِ ، وقال فيهما : اعْوَجَّ ، وأَنْشَدَ للعجَّاجِ :
سَمَاوَةَ الْهِلَاكِ حَتَّى احْقَوْقَفَا
وَفي اللِّسَانِ ، وكلُّ ما طَالَ واعْوَجَّ فقد احْقَوْقَفَ ، كظَهْرِ البَعِيرِ ، وشَخْصِ القَمَرِ ، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ في الظَّهرِ :
قُوَيْرِحُ عَامَيْنِ مُحْقَوْقِفٌ |
|
قَلِيلُ الإِضَاعَةِ للخُذَّلِ (٢) |
[حكف] : الْحُكُوفُ ، بِالضَّمِّ أَهْمَلَهُ الجَوهَرِيُّ ، وابنُ سِيدَه ، واللَّيْثُ ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : هو الاسْتِرْخَاءُ في العَمَلِ ، كذا في التَّهْذِيبِ لِلأَزْهَرِيِّ خَاصَّةً ، وأَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَانِ ، والصَّاغَانِيُّ.
[حلف] : حَلَفَ ، يَحْلِفُ ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ، حَلْفاً ، بالفَتْحِ ، ويُكْسَرُ ، وَهما لُغَتَانِ صَحِيحَتانِ ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأَولَى ، وحَلِفاً ، ككَتِفٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، ومَحْلُوفاً قال الجَوْهَرِيُّ : وهو أَحَدُ ما جَاءَ مِن المَصَادرِ علَى مَفْعُولٍ ، مِثْلِ : المَجْلُودِ والمَعْقُولِ ، والمعْسُورِ (٣) ، ومَحْلُوفَةً ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ.
وقال ابنُ بُزُرْجَ : يقال : (٤) لا ومَحْلُوفَائِهِ : لا أَفْعَلُ ، بِالْمَدِّ ، يُرِيدُ : ومَحْلُوفِه ، فمَدَّهَا.
وقال اللَّيْثُ : يقولونَ : مَحْلُوفَةً بِالله ما قالَ ذلك ، ينْصِبُونَ علَى الإضْمَارِ ، أي : أَحْلِفُ مَحْلُوفَةً ، أي : قَسَماً ، فالمُحْلُوفَةُ : هي القَسَمُ.
والأُحْلُوفَةُ : أُفْعُولَةٌ مِن الحَلِفِ وقال اللِّحْيَاني : حَلَفَ أُحْلُوفَةً.
والْحِلْفُ ، بِالْكَسْرِ : الْعَهْدُ يكونُ بَيْنَ الْقَوْمِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، قال ابنُ سِيدَه ، لأَنَّه لا يُعْقَدُ إِلا بالحَلِفِ والحِلْفُ : الصَّدَاقَةُ ، وأَيضا : الصَّدِيقُ ، سُمِّيَ به لأَنَّه يَحْلِفُ لِصَاحِبِهِ أَنْ لا يَغْدِرَ بِهِ ، يُقَال : هو حِلْفُهُ ، ـ كما يُقَالُ : حَلِيفُهُ ـ ج : أَحْلَافٌ ، قال ابنُ الأَثِيرِ : الحِلْفُ في الأَصلِ : المعَاقَدَةُ ، والمُعَاهَدَةُ علَى التَّعَاضُدِ والتَّسَاعُدِ وَالاتَّفَاقِ ، فما كان منه في الجَاهِلِيَّةِ على الفِتَنِ والقتالِ وَالغَارَاتِ ، فذلك الذي وَرَدَ النَّهْيُّ عنه في الإِسلامِ بِقَولِهِ صلىاللهعليهوسلم «لا حِلْفَ في الإِسلَامِ» ، وما كان منه في الجَاهِليَّةِ على نَصرِ المَظلُومِ وصِلَةِ الأَرحَامِ ، كحِلْفِ المُطَيِّبِينَ وما جَرَى مَجرَاهُ ، ذلك الذي قالَ فيه صلىاللهعليهوسلم : «وأَيُّمَا حِلفٍ كَان في الجَاهِلِيَّةِ لم يَزِدهُ الإسلامُ إِلَّا شِدَّةً» ، يُرِيدُ مِن
__________________
(١) عن معجم البلدان «الأحقاف» وبالأصل «هجر».
(٢) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «وبرح عامين».
(٣) زيد في التهذيب : «والميسور» ولم يذكر «المجلود».
(٤) زيادة عن القاموس ، نبه إلى هذا النقص بهامش المطبوعة المصرية.